الاثنين، 1 مايو 2023

طقس شكر (5)

إنه طقس شكري الخامس إن لم أخطئ العدّ، تقدم أو تأخر في ميعاده لا يهم !

سيكون طقساً بعيداً عن التكلف، منزوعاً من النظم والمبالغات اللغوية التي قد تعقد شعوراً بسيطاً حتى وهي تمنحه أفضلية التعبير الرصين، أشكركم جميعاً، على السؤال الحنون الذي أتلعثم في كل مرة عند إجابته، السؤال الذي يتكرر ليشعرني بالقرب منكم مع ابتعادي عن كل شيء، السؤال المرفق بالدعوات التي أحب، الجُمل التي خرجت من طابع الأحلام إلى قوالب الروتين، روتين عادي لقائلها ولكنه لم يكن يوماً عادياً بالنسبة لي، في هذه الأيام، كل تلك الأمور وجدتها ثمينة .. ثمينة جداً .

وبما نصت عليه عادتي، لابد أن يكون طقس شكري مبهماً، عاماً وشاملاً، أما عن الأسماء والشخصيات فموقعها بين الكلمات حيث يراها ويلمسها قارئها المنشود، أما إن ضللت الطريق أثناء القراءة، ولم تجد نفسك ههنا، فتُشكر أيضاً بلا أسباب وبهامش مفتوح من الأسباب، كما تريد !

الجمعة، 14 أبريل 2023

الحمدلله

لم تكن يوماً مجرد كلمة عادية، ولا شكراً مألوفاً، ولا قالباً جامداً، ولا رياضة عزم اللسان على مضاعفة تكراراتها .

لقد كانت "الحمدلله" رفيقة اليقين والإمتنان والسكينة والمحبة وعميق ما يختلج القلب، ويؤنس النفس، ويراقص مقلة العين الفَرِحة بعطايا ربها، إن "الحمدلله" والتيسير للشكر هو بحد ذاته عطية من الله، فعندما تشكر هذا دليل على أنك ترى فتستشعر، وتطيب فتأنس، ثم تمتنّ وتحمد، وتكثر في الحمد رغم علمك أنك لن تبلغ حد الإنصاف وتغطية كل نعم الوهّاب .

"الحمدلله" آمنة جداً، تطمئن نفسك عندما تلهج بها، لأن الله قريب مجيب، واسع العطايا، كريم الهِبات، جالبٌ للخير، دافعٌ للشر .

أما عندما تأتي متأخرة، فأثرها على النفس أعمق وألذَ .. عن "الحمدلله" التي تأتي بعد إدراك الحكمة، بعد النجاة من سوء اختيارات النفس، وضبابية البصيرة، ومحدودية المعرفة، تلك التي تتشارك الحواس في الهتاف بها بصوت واحد، لما ترى الخير ينبثق من شرٍّ ألبسته إياه فينير عتمتك، عندما تعود في كل مرة لتسلّم كل ما يخصك لله، لأنك في كلِّ مرة تدرك أن خيارات الله كانت الأحسن حتى وإن لم يتجلى ذلك أمام عينيك في ذلك الحين، تتخلى عن إمتياز الإختيار ولكنك تختار الرضا بكل ما يسوقه الله إليك ويسوقك إليه .

الحمدلله لابد أن تُحَسّ، لابد أن تُعاش، لابد أن تخترق الفؤاد قبل أن تطأ اللسان .

فالحمدلله ثم الحمدلله .

الأحد، 19 مارس 2023

لمَ العناء ؟

 وهنا تفطنت إلى حقيقة أننا من نحرم أعيننا من رؤية الجمال في الأشياء، نحن من نحجب جمال كل شيء عنّا ونظل غارقين في التفاصيل الموحشة .. بمحض إرادتنا، نحن من نختار ارتداء العدسة الأحادية التي لا تمر من خلالها غير المساوئ، ثم نشتكي ونسرف في الشكوى عن مدى سوء هذه الحياة، ومدى قبح الكائنات، وكيف أن الدنيا مكان لا يحتمل !

ولكنه يبقى خياراً، متاحٌ على الدوام .. أن نختار رؤية الجمال في كل شيء، أن نختار رؤية الصورة الملونة عوضاً عن تلك النسخة الرمادية الباهتة، أن نختار رؤية الغيوم تتزين في السماء، واحدة تشبه قطة تلعب، وأخرى كأنها غزل البنات، والثالثة .. تشبهني عندما أضيع في القراءة ! 

كم ستبدو الحياة ألطف، أسهل وأطرف أيضاً !

سنضحك من تلك القطة التي تلاحقنا من أجل قطعة شطيرة كانت بيدنا، سنسخر من كوب القهوة السابع الذي أرقناه على ثيابنا بكل حماقة، سنتهافت على التقاط صور لكل الأشياء من حولنا ثم سنمحوها جميعها لأنها لم ترُق لنا .

فلِمَ العناء ؟

الثلاثاء، 14 مارس 2023

الزنزانة

 هل نستحق قسوتنا ؟ أم لا وجود للفرص في مواجهة النفس وعثراتها ؟ يُعدم التسامح ويموت اليسر، ونختلي بسياطنا مع أنفسنا، نمتهن العنف وكأن العقاب هو من يحمل مسؤولية تقويمنا، ونتبنى المنهج البهيمي لعل النتيجة تأتي أوثق، ثم تصيبنا الدهشة مما صارت إليه تلك النفس المنهكة، المظلمة، الجوفاء، تلك النفس التي تتلقى الضربات من كل الجهات حتى منها .

لماذا لا نقبل إعتذاراتنا، نمسح على رؤوسنا مرددين بنبرة حانية "لا بأس .. سنخطئ ونتعلم، وسنسامحنا في كل مرة"، بلا شحّ في الفرص، ولا إسراف في الأحكام، بتلك الدفعة إلى الأمام دون تلك الجلسات الممتدة في تأمل خيبات الماضي ونقمها .

هي لا تهون .. عثراتنا التي آلمتنا، ولكن اختيارنا بالبقاء في ذلك الألم لأطول مدة ممكنة هو ما يخنقنا، يشدّ وثاقاً لُفّ حول رقابنا، يبدد مسيرنا ويعيق رؤيتنا، تلاحقنا أشباحنا ليلاً ونهاراً، نود الخلاص ولكننا لا نختاره، بل نخترع اختيارات أخرى أكثر إيلاماً، ثم ننتظر من الحياة ما ينبغي أن نأتيه بأنفسنا !

ننتظر الدواء لجرح نحن من أحدثناه .. رباه كيف ندمر تلك الأرواح التي وهبتنا إياها .. سامحنا .

إن كانت المحاسبة حياة .. فيبدو أننا نحيا أكثر من اللازم !


السبت، 25 فبراير 2023

طقس شكر 4

هو شكر أستهدف به كل اللحظات الصغيرة .. الإهداءات الفجائية .. والكلمات اللطيفة .. والإطراءات المجزية، تلك المواقف البسيطة التي قد لا تعني لأحدهم الكثير، ليست أكثر من قطعة حلوى فككها الجسم إلى جزيئات، أو كلمة زال مفعولها سريعاً، أو ابتسامة دامت لثوانٍ ثم تلاشت كأن لم تكن، ولكنها لي كانت وقوداً ليوم بأكمله، أوعناقاً دافئاً لذلك القلب الذي يرفرف وحيداً بعدما أنهكته الليالي الطوال والنهارات الثقيلة، شكر جامع لتلك وتلك .. اللاتي جئن في اللحظة المناسبة كي يؤكدن لي أن ابتسامتي تستحق فرصة أخرى للظهور من جديد، أو ربما مكافأة على معروف لا أدري ما هو .

لطالما آمنت بمثل هذه اللحظات والمواقف العابرة .. بل إنني أعوّل عليها وأثق بقوتها، هي قوت الروح، فيها ملاطفة للنفس ودغدغة للذاكرة بل تمرد عليها، تمرّد على تقاليدها ومفاضلاتها المجحفة، أحب كيف تشق طريقها بكل صلابة لتحجز مكاناً في الذاكرة وتتلقى استحقاق الإمتنان، وبكل ما فيها من قوة تراها تربت عليّ بكل رقة على مدار اليوم، فتجعلني أعشق التكرار لأول مرة بسطوتها .

ربما هي تلك الفراشة التي لطالما حدثونا عنها ..

 ياله من قلب، معلق بين جناحيّ فراشة !

الأربعاء، 15 فبراير 2023

مصيدة الذاكرة

 كم تبدو انتقامية أحياناً، كعقاب يجريه العقل علينا، على ما اقترفنا وما لم نقترف، دقيقة فيما لا نود حضوره، عقيمة فيما نتوق لاستحضاره .

أما ذلك العقل .. منشأها و قائدها، ولو أنه في موقع الحساب منفرداً لوجب عليه أن يبرأ إلى الله مما يفعله بنا، ولكنه جزء منا، بل هو نحن، ونحن نلكم أنفسنا مراراً، نوجه إلينا الصفعات، كمعركة حامية الوطيس، لا تكاد تهدأ حتى تستعر من جديد، المعركة التي لا استراحة محارب فيها !

أرويته عتباً أغرقته عذلاً ولكن ما من استجابة.

 ألا تتعب الذاكرة .. ألا تهدأ .. ألا تنتقي ما نحب وتذب عما نكره ؟ ولكنها ذاكرة الألم هي من تحركنا، تربينا، هي التي تصنع الإنسان الحقيقي وتغذي الشعور الصادق .. ضرورية مؤلمة، حاجة مهلكة .

وما لنا سوى التأقلم والإنسجام .. بحكمة .


الاثنين، 13 فبراير 2023

مأساة الشعور مجدداً

 يا له من مأساة .. الشعور وسخاءه !

ما به يتضاعف بهذا الشكل ؟ هل هذه الدنيا تثقل أكثر فأكثر أم أنه يشق طريقه نحو التفاقم غير الطبيعي ؟

ليس من باب واحد بل من كل أبوابه، حتى ما عاد من الممكن الوصول إلى آخره .. إلى الأكيد منه، وكأنه تيه على تيه .

يبقى البشري يرتحل من نصف سعادة إلى نصف حزن، من ربع طمأنينة إلى ثلاثة أمثاله خوف، ثلث ندم وثلثين رضا، نسب تتبدل وتتحرك، تأبى الثبات كما هو الحال مع كل شيء، معادلة بلا نتيجة ولكنها بألف سطر أو تزيد .

تراه يبحث عن شيء في كل شيء .. لا يكتفي وكأن الإكتفاء قد اُنتِزع من قاموسه، يبحث عن الإجابة في السؤال وعن السؤال في الإجابة، يحاول الوصول إلى شكلٍ لفلسفته ثم يختار العودة إلى عبثيته، كيف يعيش عبثاً هكذا ؟ بل كيف يعيش أصلاً ؟

الثلاثاء، 31 يناير 2023

خربشات

 أشعر أنه ممتلئ .. رأسي !

ممتلئ بالفراغ، بالنصف من كل شيء، بالحوارات المبتورة والأسئلة اليتيمة، أقرأ الكلمات فلا تمرّ ولا تُفسّر، أسمع الأصوات فتتلاشى بصمت كأن لم تكن، وكأن الوجود بأكمله سراب ولا حقيقة سوى تلك المتاهات في عقلي، أستنزف القلم وأمتن لإمتناعه عن الشكوى، فلو كان بشراً لاختار الفرار بلا عودة، ألتقيه في موعدنا المعتاد، في ثلاثية الليل والقلب والقلم، وأنا بينهم وفي أعماقهم أحاول التحرر .. لعلّي أتفكك إلى ذرات تشق طريقها نحو السماء، لعلّي أتحول إلى قطرة ماء، أو نحلة تكرر روتينها بذات الدافعية كل يوم .. دون أن تفكر .. دون أن تقلق .. دون أن تخشى .

 إن الإنسان ظاهرة غريبة .. يتبنى التفكير في كل شيء، في الماضي وفي الآتي، في البعيد والقريب، فيه وفي غيره، ولا شيء يلتهمه سوى التفكير، وهل باستطاعته التوقف قط ؟ لا .

يالصعوبة ذلك .. أن تكون إنساناً !


الأربعاء، 25 يناير 2023

طقس شكر (3)

طقس شكرٍ وصل متأخراً، ولكن لا بدّ منه، إنني هنا لأرسل وابلاً من الشكر إلى من كانواْ بلسماً وقت الحاجة، إلى من كانواْ كضمادة وُضِعت على جرح انهمر نزفُه فاكتفى .. رغم كل شيء .

 أشتت امتناني عليهم جميعاً لعلّي أصل إليهم هذه المرة .. 

في محاولات شكري السابقة، لم أبذل الجهد للوصول إلى أصحاب تلك المواقف والأحاديث، ولكنني ركّبت الكلمات ووضعت حروف أسمائهم بين السطور، بين النَّفَس والنبضة والكلمة، وهنا أعاود الكرّة، لأقول لكم عامةً ولتصل قارئها خاصةً، شكراً يا من كنت لطفاً من الله عليّ، شكراً يا من لم تبخل بكلماتك الباعثة بالحياة، شكراً يا من قاسمتني حزني، وشكراً يا من رسمت ابتسامة كانت كينبوع انفجر وسط صحراء منهكة من اليَبَاس، شكراً على ذلك الشيء البسيط الذي لا تذكره، وشكراً لأنك تذكرتني يوماً ما .

شكراً لكم جميعاً .

وفي نهاية كل طقس شكر أتعلم أن أشكر الله على القلوب التي تحفّني، على الكلمات التي تصاحبني، على المواقف التي تحتضنني، وعلى كل خير ساقه إليّ، وعلى القدر خيره وشره وما ظننته شراً وباطنه خيراً كثيراً .

الأربعاء، 18 يناير 2023

رسائل (2) : التعجب عنوان المرحلة

 التعجب هو عنوان المرحلة .. إنني في النقطة التي أتساءل فيها عن كل شيء .. تشدّني كل تفصيلة لتقحمني في دوامة من التحليل .. أتعجب من كل شيء .. من التزامنات والمصادفات .. المصادفات التي لم أؤمن بها يوماً ولم أمنحها القدر الكافي من الثقة .. انها تسيطر الآن على حياتي على النحو الذي ينهش لحم رأسي بالتفاسير المتداخلة .. لأعود إلى نقطة التساؤلات اليتيمة .. التي تعيش بلا أجوبة، ولكن جوابها قد يقتلها، قد يسرق بريقها ويجرّدها من الهالة التي تضمها .

حياة بلا تساؤلات، حياة لا تعاش .. هذا ما أؤمن به، ولكن من مكامن بشريتي السعي نحو الأجوبة، ومن حكمة الله أن الجواب لا يأتي إلا في وقته الصحيح .. اختيارات الله مثالية دائماً .. وأبصارنا أقصر من أن ترى المثالية .. لذلك أبقى حائرة .. ما بين إلحاح السؤال ورغبة الإجابة، وترك الجواب يأتي على النحو الذي اختاره الله له .. وقد لا يأتي أيضاً !

وفي كل الحالات لا يهدأ عقلي .. فالأفكار عدوة الإنسان .. يصبح التفكير في بعض الأحيان كالمجزرة .. يستنزف كل ما يضمه جسدي من مقومات الحياة .. يتغذى عليه، ثم يلقي به كقمامة على الطريق .. وأعود ذلك الكائن المنهك الذي يأوي إلى فراشه آملاً أن يستريح من معارك مستعرة كادت أن تودي به .. في دماغه !

الأحد، 15 يناير 2023

رسائل (1) : بيني وبين الحياة .. موت

"مقتطعة"

في كل مرة يحط فيها الموت على حياتي .. في كل مرة أفقد فيها أحداً، أشعر وكأنني فقدت سبباً آخر من أسباب الحياة، وكأن شيئاً ما كان يدفعني للعيش ومواصلة الحياة قد غادرني مع فقيدي، أفقد تلك الرغبة بالأشياء التي تعني لي الحياة، أفقد القدرة على تمييز الألوان، على استطعام النكهات، يصبح الغذاء ومشتقاته كالعلقم، حتى القهوة تصبح أكثر مرارة .

يعيد الموت برمجتي وترتيبي، يسحب المعنى من حياتي .. ذلك الذي توهمت بأنه المعنى، ويعيدني إلى المعيار الأم، إلى المنشأ والجوهر، إلى البداية والنهاية، من القوة الهجينة إلى عمق الضعف الأصيل أمام قوة الله وعظمته، ومن الغفلة إلى التهافت للإحتماء تحت ظل رحمته سبحانه وفقط .

سأكتب عن الموت مراراً وتكراراً .. الموت الذي نفر منه ونعلم أنه ملاقينا، حتى إذا ما فررت منه يوماً أو واجهته بالتناسي، وجدته بين سطوري، بين ذكرياتي، بين أوراقي وأقلامي، بين أحلامي وكوابيسي .. بيني وبين الحياة .

الأربعاء، 4 يناير 2023

استفت قلبك

يقول أحدهم أن الغياب شكل من أشكال الحضور، وأقول أن في الغياب مضاعفة للحضور، بل إن الحضور لا يتحقق بالمطلق بدون تسلل الغياب إلى واقعنا، فكيف يراودنا طيف الغائب في الخيال، ولا يفارقنا في المنام، ويظل يطل علينا على الدوام ؟

لماذا أؤمن بالشعور ؟ لماذا أمنحه الأولوية القصوى في فصول حياتي ؟ و أظلّ أدوّن الخطابات والعبارات عنه .. أذكّر الناس به وبضرورة استحواذه .

يقولون لا تبالغ في الشعور.. لا تنغمس في أعماقه كي لا تخسر نفسك، وأردّ : بل إن السقوط في عمق المشاعر فيه ربح لنفسك وفوز بمعرفتها وتقديرها .. الوصول إلى جوهر المشاعر ليس مبالغة أو إسراف، بل هو عمق معرفة النفس وصحبتها، فيه إقرار منك بصدقها وبروز وجودها، فيها إشاعة منك لتقديرك لها، واختيارك بأن تعيشها بتفاصيلها وشموليتها، إن المشاعر لا تموت بالهروب منها والتغافل عن وجودها، بل تظل تشدّ سواعدها لتحكم قبضتها على قلبك، هي لا تختفي ولا تندثر وفق رغباتنا، هي تعاش وبالقدر الذي ينبغي لها أن تعاش به .

ولست ملزمة بتبرير عمق الشعور ونفي المبالغة عني وعنه، إذا أحببت سأحبّ حباً عميقاً، وإذا اشتقت سأشتاق بملء جوارحي، وإذا حزنت فسأعيش حزني كاملاً دون أبتره، لأنني ومن جديد أؤكد على إنسانيتي، من أنت لتستجوبها ؟

وأخيراً كل الكلام قد قيل في : 

"استفت قلبك"