الأربعاء، 4 يناير 2023

استفت قلبك

يقول أحدهم أن الغياب شكل من أشكال الحضور، وأقول أن في الغياب مضاعفة للحضور، بل إن الحضور لا يتحقق بالمطلق بدون تسلل الغياب إلى واقعنا، فكيف يراودنا طيف الغائب في الخيال، ولا يفارقنا في المنام، ويظل يطل علينا على الدوام ؟

لماذا أؤمن بالشعور ؟ لماذا أمنحه الأولوية القصوى في فصول حياتي ؟ و أظلّ أدوّن الخطابات والعبارات عنه .. أذكّر الناس به وبضرورة استحواذه .

يقولون لا تبالغ في الشعور.. لا تنغمس في أعماقه كي لا تخسر نفسك، وأردّ : بل إن السقوط في عمق المشاعر فيه ربح لنفسك وفوز بمعرفتها وتقديرها .. الوصول إلى جوهر المشاعر ليس مبالغة أو إسراف، بل هو عمق معرفة النفس وصحبتها، فيه إقرار منك بصدقها وبروز وجودها، فيها إشاعة منك لتقديرك لها، واختيارك بأن تعيشها بتفاصيلها وشموليتها، إن المشاعر لا تموت بالهروب منها والتغافل عن وجودها، بل تظل تشدّ سواعدها لتحكم قبضتها على قلبك، هي لا تختفي ولا تندثر وفق رغباتنا، هي تعاش وبالقدر الذي ينبغي لها أن تعاش به .

ولست ملزمة بتبرير عمق الشعور ونفي المبالغة عني وعنه، إذا أحببت سأحبّ حباً عميقاً، وإذا اشتقت سأشتاق بملء جوارحي، وإذا حزنت فسأعيش حزني كاملاً دون أبتره، لأنني ومن جديد أؤكد على إنسانيتي، من أنت لتستجوبها ؟

وأخيراً كل الكلام قد قيل في : 

"استفت قلبك"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق