الاثنين، 16 نوفمبر 2020

لماذا تعد القضايا البيئية مهمة في حياتنا ؟

مشهد صغير نراه كثيراً ...

في يوم سبتٍ جامد كغيره من الأسبُت السابقة بالنسبة إليه ، وسط سيمفونيات أطلقها عن حرارة الجو و كم هي مزعجة تلك الشمس .. مصدر الطاقة الأول للكون و مصدر الصداع له ، لمعت في باله تلك الفكرة التي حرّك على إثرها سيارته متجهاً إلى أقرب مركز تجاري إليه ، حيث توقف هناك ليبتاع ما يُذهِب عنه الظمأ و الحرّ الذي استولى على حواسه و انتزع طمأنينته ، دخل و بدأ بملئ سلته بمختلف المرطبات و البوظة المغلفة التي يبرد معها جوفه ، حمل كل شيءٍ معه في أكياسٍ بلاستيكيةٍ عديمة الفائدة عائداً إلى سيارته ليفرغ كل ما في تلك القناني و العلب من عصائر محلاة و مثلجات واحدة تلو الأخرى ، و ما إن أنهاها جميعها حتى أسدل نافذة عربته ليلقي ذلك الكيس الممتلئ بمخلفاته على الأرض و دون اكتراث منه ، شغل محركه مصدراً موجات من الضجيج الذي ترتجف له الأنفس و مخلفاً من خلفية مركبته أكواماً من الدخان الأسود الذي سرعان ما انتشر في السماء ، و اختفى مسرعاً ليقصد وجهة أخرى لا تعنينا ضمن فصول هذه الحكاية .

هل كان يستدعي الأمرمنه بعض التفكير قبل القيام بكل تلك الأخطاء بحق البيئة المحيطة به ، ربما لا فهو لا يعيرها اهتماماً ظناً منه أنه لا ضير عليه مما يصيب البيئة من تغيرات بفعل التصرفات التي يرتكبها الملايين من البشر في أنحاء الكوكب الكروي كل يوم ، كل تلك القناني و العلب البلاستيكية التي تنتشر في شوارعنا و بحارنا ، الأدخنة التي تصدرها مركباتنا و مصانعنا فتستقبلها السماء حتى تختنق ، و تلك الزيوت النفطية التي تتسرب إلى أعماق محيطاتنا فتموت معها أسماكنا اللطيفة و تتدمر أحياءها ، أليس لكل ذلك ضرر علينا ؟



ماذا عن درجات الحرارة التي تستمر بالإرتفاع ؟ ، و كل ما نفعله نحن هو التذمر و اللعن ، ألا يوجد رابط لتصرفاتنا مع ما يصيبنا من تغيرات بيئية خطيرة تؤثر على حياتنا و تسلب الكثير منها ؟ نعم .. في الواقع إن كل ما نواجهه ليس إلا نتيجة لتصرفاتنا البلهاء و قراراتنا القاصرة التي تتخذ بلا إمعان و تدقيق ، هي ليست خرافات لا يؤمن بها بعض الشباب المتحمسين في الحياة ، الذين يمشون بلا تخطيط و يضربون بلا حساب و يتحركون بلا وجهة و  يدخنون عشرات السجائر في اليوم حتى تهلك رئاتهم . نعم هي حقيقة يجب الإلتقات إليها من أجل صحة البشرية ، و ليست أمر منبوذ يتذيل قائمة اهتمامات بعض الحكومات و تجار الجشع و مصانعهم ، هي مشكلة يعاني منها الشرق و الغرب على حدٍّ سواء ، مشكلة نتشاركها جميعاً ، فهذه الأرض التي حملت أسلافنا و ما زالت تحملنا حتى اللحظة ما عادت تستطيع التنفس بسببنا ، و شرقنا الأوسط ربما يكون هو الأكثر تأثراً ، و لكنه الأبطء تحركاً للحلول من بين الأقطار الأخرى ، ربما بسبب انعدام الوعي و عدم كفايته ، أو قلة الدعم الذي يتلقاه الناشطون في مجال البيئة ، أو صعوبة تغيير السياسات الاقتصادية المتبعة في بلداننا .

و الجدير بالذكر هنا ، التزايد الملحوظ في أعداد المهتمين بالقضايا البيئية الهامة و على رأسها مشكلة التغير المناخي في الكثير من دولنا العربية بالأخص بعد حدوث العديد من التغيرات و الكوارث المناخية التي ضربت منطقتنا ، من حرائق تلتهم غاباتنا إلى فيضانات مدمرة اقتلعت منازل و حصدت آلاف الأرواح ، و نكون بذلك قد تلقينا ضربة موجعة من الأرض فتحت على أثرها أعيننا بشكل أوسع للكوكب الذي يعاني من تزايدنا و تزايد أنشطتنا المدمرة على متنه ، صفارات إنذار و إعلان حالة الطوارئ المناخية في عدة دول كل تلك المؤشرات تنذرنا باتخاذ اجراءات و تحركات أكثر من أجل ايقاف تفاقم الأزمة .

 ما هي حالة الطوارئ المناخية ؟

حالة الطوارئ المناخية حسب غرينبيس بالعربية - هي حالة تتطلب إتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف أو حدّ التغير المناخي و تجنب الأضرار البيئية المحتملة الناتجة عنه . المصدر : غرينبيس - instagram

غرينبيس و الثورة من أجل البيئة ..

تعد منظمة غرينبيس من أهم المنظمات الرائدة في المجال البيئي في العالم ، فهي تعمل على تقديم الحلول المناسبة للمشاكل البيئية التي تعاني منها دولنا بشكل مبسط و فعّال من خلال الحملات و الحراكات بالإضافة إلى العرائض التي تقدمها للأفراد من أجل جمع التوقيعات المساندة لأحد القضايا المختلفة المطروحة لديهم ، للمزيد يمكنكم الإطلاع على موقع المنظمة الإلكتروني : www.greenpeace.org/mena/ar

هل ما زلت\ي تعتقد\ين أن البيئة ليست قضيتك ؟ لا أظن ذلك .

نثق بأننا جميعاً قادرون على إحداث التغيير المنشود لذا نرجو أن تنضم\ي إلينا في رحلة التغيير لأنها تبدأ منك\كِ.

يمكنك مشاهدة الفيديو التالي عن هذا الموضوع  :





الأحد، 1 نوفمبر 2020

يوسف عليه السلام

 هو يوسف عليه السلام ، و من لا يعرفه ؟هو قصة تربعت على رأس كل الحكايات العابرة ، هو سيرة خفقت لها قلوب كل من عرفها ، هي كالمواساة الصادقة لكل من قرأها ، من قصته تعلمنا كيف يصنع الصبر أقداراً أجمل ، و كيف تكون عناية المولى عز و جل هي الأكمل عظمة ، في قصة نبينا يوسف نرى الطفل الذي ينبأ بالرسالة الأشرف منذ الصبا ، طفل رغم حداثته آلت به الأقدار إلى اختبار عسير ، هو فراق والده .. الجدار الحامي ، ليحيطه ربه في رحلته بسدّ منيع يحجب عنه كل أذى ، و هو الذي لم تتضح في عينيه معالم الأخوة بعد ، هي بالنسبة إليه ليست سوى مكيدة و بئر مستضيف و ليال من الوحدة مظلمات ، كل تلك كانت طفولة حملت من الزخم ما يتوجها برمز النبوة الخالدة ، و في أرض مصر تقدم نبينا الصغير في سلم العمر درجات ، فامتلأ قلبها شغفاً به حتى مال و انحنى ، و اشتدت من حوله شياطينها ، فكانت حماية ربي أن حفظه من الوقوع في قاع اللاعودة البعيد ، و اعتصم بحبل الله حتى أصبح السجن داره فتسللت إلى عمق إدراكه بضع رؤىً فكانت بإذن الله هي الطريق الممهد إلى الخلاص من ظلمة كالقبر إلى حيث تشرق الشمس في كل صباح ، إلى ساحات القصر ، إلى أراضي مصر و إلى كرسي العزيز ختاماً ، هناك حيث كان الملتقى بمن غابواْ سنيناً هي كالدهور في طولها ، حينها ما عاد يوسف هو الصِّديق المؤتمن على خزائن الأرض و كنوزها فقط ، ما عاد ذلك العزيز الذي أحبه شعبه و حسب ، بل رجع ذلك الإبن الصغير و الأخ المتسامح .. الفتى اللبيب مع عائلته ، فأضحى لوالده نور عينيه الذي فقده من بعده و معجزة لأقوام تأتي لاحقاً ، و رسالة جبر لقلب نبي يأتي من بعده حاملاً على أكتافه هم أمة مستعصية في أمرها ، ليؤدي الأمانة الأصعب ، عليهم صلوات ربنا أجمعين .