الاثنين، 21 ديسمبر 2020

شوقٌ أندلسي و رثاء مجد مضاع



 يا من في غرناطة ترقدُ

أَهان عليكَ بريقها المتوقدُ ؟

هي شمعة بدين الله قد عبقتْ 

و لمجدها رَخُص الدم و الفِرِنْدُ

لا طالبٌ ثأراً و لا راغبٌ عتباً

أنا العربيُّ الحرُّ في مرج العدو !

من بعد ما ملكنا نصف أراضي الدنى

و امتدَّ حكمنا شرقاً و التقينا بمغربِ

أَعجزتَ عن ابقاءها آمنة في حضنِ الأبِ؟

و تشجعت بعدها دمعات قد أحرقت المقل

فصرخت عائشة بِميّتها يا رجل !

أَفرغت من عمل النساء بالوطن المبجّل ؟

و انهالت عليكَ كلماتها كالنبال في عمق الصدر 

أماه لم أقدر

أماه لم أغفر ..

أما يا أماه ..

ما للخيانةِ في نفسي مستقر .

و اشتعلت صفحات تاريخها البسّام

بلهيب الخيانة المنتشي الدنِسِ

و أُطفِئَ نورٌ كان يصافح العُلا 

بغياهب الفتن في مأتمٍ تعِسِ 

أَتُباعُ جنان الأرض من بسيط أهلها ؟

و ينالها من ليس لها حافظ و لا أهل !

أَيتخلى القائد عن رماحه بمقتتل ؟

و يهلك بصمتٍ على سطح فراشه البلل 

أَغرناطةُ تُهدَى التخلّي؟

أَغرناطةُ تُسقى الهجر ؟

أَغرناطةُ سقطت بيدٍ غير مسلمةٍ ؟

إلى جنة الخلدِ أبا عبدالله برحمةِ ربنا

و من بعدك نبكي على أندلسنا 

على زهاء أطلالنا 

نبكي على بقايانا 

و نستعيد ذكراكم بلوعة تمرُّ بجوفنا 

و نرى بحاضرنا خطايا تعاد بحمقٍ يريب ألبابنا 

و يتراقص الثعلب بطربٍ في  عمق دارنا .

إلى نعيم الخلد في تاريخنا .

كانت غرناطة و كانت قرطبة 

و كانت سرقسطة و كانت طليطلة

و كانت اشبيلية و كانت بلنسية .

و كانت ....

و صارت ....

الاثنين، 16 نوفمبر 2020

لماذا تعد القضايا البيئية مهمة في حياتنا ؟

مشهد صغير نراه كثيراً ...

في يوم سبتٍ جامد كغيره من الأسبُت السابقة بالنسبة إليه ، وسط سيمفونيات أطلقها عن حرارة الجو و كم هي مزعجة تلك الشمس .. مصدر الطاقة الأول للكون و مصدر الصداع له ، لمعت في باله تلك الفكرة التي حرّك على إثرها سيارته متجهاً إلى أقرب مركز تجاري إليه ، حيث توقف هناك ليبتاع ما يُذهِب عنه الظمأ و الحرّ الذي استولى على حواسه و انتزع طمأنينته ، دخل و بدأ بملئ سلته بمختلف المرطبات و البوظة المغلفة التي يبرد معها جوفه ، حمل كل شيءٍ معه في أكياسٍ بلاستيكيةٍ عديمة الفائدة عائداً إلى سيارته ليفرغ كل ما في تلك القناني و العلب من عصائر محلاة و مثلجات واحدة تلو الأخرى ، و ما إن أنهاها جميعها حتى أسدل نافذة عربته ليلقي ذلك الكيس الممتلئ بمخلفاته على الأرض و دون اكتراث منه ، شغل محركه مصدراً موجات من الضجيج الذي ترتجف له الأنفس و مخلفاً من خلفية مركبته أكواماً من الدخان الأسود الذي سرعان ما انتشر في السماء ، و اختفى مسرعاً ليقصد وجهة أخرى لا تعنينا ضمن فصول هذه الحكاية .

هل كان يستدعي الأمرمنه بعض التفكير قبل القيام بكل تلك الأخطاء بحق البيئة المحيطة به ، ربما لا فهو لا يعيرها اهتماماً ظناً منه أنه لا ضير عليه مما يصيب البيئة من تغيرات بفعل التصرفات التي يرتكبها الملايين من البشر في أنحاء الكوكب الكروي كل يوم ، كل تلك القناني و العلب البلاستيكية التي تنتشر في شوارعنا و بحارنا ، الأدخنة التي تصدرها مركباتنا و مصانعنا فتستقبلها السماء حتى تختنق ، و تلك الزيوت النفطية التي تتسرب إلى أعماق محيطاتنا فتموت معها أسماكنا اللطيفة و تتدمر أحياءها ، أليس لكل ذلك ضرر علينا ؟



ماذا عن درجات الحرارة التي تستمر بالإرتفاع ؟ ، و كل ما نفعله نحن هو التذمر و اللعن ، ألا يوجد رابط لتصرفاتنا مع ما يصيبنا من تغيرات بيئية خطيرة تؤثر على حياتنا و تسلب الكثير منها ؟ نعم .. في الواقع إن كل ما نواجهه ليس إلا نتيجة لتصرفاتنا البلهاء و قراراتنا القاصرة التي تتخذ بلا إمعان و تدقيق ، هي ليست خرافات لا يؤمن بها بعض الشباب المتحمسين في الحياة ، الذين يمشون بلا تخطيط و يضربون بلا حساب و يتحركون بلا وجهة و  يدخنون عشرات السجائر في اليوم حتى تهلك رئاتهم . نعم هي حقيقة يجب الإلتقات إليها من أجل صحة البشرية ، و ليست أمر منبوذ يتذيل قائمة اهتمامات بعض الحكومات و تجار الجشع و مصانعهم ، هي مشكلة يعاني منها الشرق و الغرب على حدٍّ سواء ، مشكلة نتشاركها جميعاً ، فهذه الأرض التي حملت أسلافنا و ما زالت تحملنا حتى اللحظة ما عادت تستطيع التنفس بسببنا ، و شرقنا الأوسط ربما يكون هو الأكثر تأثراً ، و لكنه الأبطء تحركاً للحلول من بين الأقطار الأخرى ، ربما بسبب انعدام الوعي و عدم كفايته ، أو قلة الدعم الذي يتلقاه الناشطون في مجال البيئة ، أو صعوبة تغيير السياسات الاقتصادية المتبعة في بلداننا .

و الجدير بالذكر هنا ، التزايد الملحوظ في أعداد المهتمين بالقضايا البيئية الهامة و على رأسها مشكلة التغير المناخي في الكثير من دولنا العربية بالأخص بعد حدوث العديد من التغيرات و الكوارث المناخية التي ضربت منطقتنا ، من حرائق تلتهم غاباتنا إلى فيضانات مدمرة اقتلعت منازل و حصدت آلاف الأرواح ، و نكون بذلك قد تلقينا ضربة موجعة من الأرض فتحت على أثرها أعيننا بشكل أوسع للكوكب الذي يعاني من تزايدنا و تزايد أنشطتنا المدمرة على متنه ، صفارات إنذار و إعلان حالة الطوارئ المناخية في عدة دول كل تلك المؤشرات تنذرنا باتخاذ اجراءات و تحركات أكثر من أجل ايقاف تفاقم الأزمة .

 ما هي حالة الطوارئ المناخية ؟

حالة الطوارئ المناخية حسب غرينبيس بالعربية - هي حالة تتطلب إتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف أو حدّ التغير المناخي و تجنب الأضرار البيئية المحتملة الناتجة عنه . المصدر : غرينبيس - instagram

غرينبيس و الثورة من أجل البيئة ..

تعد منظمة غرينبيس من أهم المنظمات الرائدة في المجال البيئي في العالم ، فهي تعمل على تقديم الحلول المناسبة للمشاكل البيئية التي تعاني منها دولنا بشكل مبسط و فعّال من خلال الحملات و الحراكات بالإضافة إلى العرائض التي تقدمها للأفراد من أجل جمع التوقيعات المساندة لأحد القضايا المختلفة المطروحة لديهم ، للمزيد يمكنكم الإطلاع على موقع المنظمة الإلكتروني : www.greenpeace.org/mena/ar

هل ما زلت\ي تعتقد\ين أن البيئة ليست قضيتك ؟ لا أظن ذلك .

نثق بأننا جميعاً قادرون على إحداث التغيير المنشود لذا نرجو أن تنضم\ي إلينا في رحلة التغيير لأنها تبدأ منك\كِ.

يمكنك مشاهدة الفيديو التالي عن هذا الموضوع  :





الأحد، 1 نوفمبر 2020

يوسف عليه السلام

 هو يوسف عليه السلام ، و من لا يعرفه ؟هو قصة تربعت على رأس كل الحكايات العابرة ، هو سيرة خفقت لها قلوب كل من عرفها ، هي كالمواساة الصادقة لكل من قرأها ، من قصته تعلمنا كيف يصنع الصبر أقداراً أجمل ، و كيف تكون عناية المولى عز و جل هي الأكمل عظمة ، في قصة نبينا يوسف نرى الطفل الذي ينبأ بالرسالة الأشرف منذ الصبا ، طفل رغم حداثته آلت به الأقدار إلى اختبار عسير ، هو فراق والده .. الجدار الحامي ، ليحيطه ربه في رحلته بسدّ منيع يحجب عنه كل أذى ، و هو الذي لم تتضح في عينيه معالم الأخوة بعد ، هي بالنسبة إليه ليست سوى مكيدة و بئر مستضيف و ليال من الوحدة مظلمات ، كل تلك كانت طفولة حملت من الزخم ما يتوجها برمز النبوة الخالدة ، و في أرض مصر تقدم نبينا الصغير في سلم العمر درجات ، فامتلأ قلبها شغفاً به حتى مال و انحنى ، و اشتدت من حوله شياطينها ، فكانت حماية ربي أن حفظه من الوقوع في قاع اللاعودة البعيد ، و اعتصم بحبل الله حتى أصبح السجن داره فتسللت إلى عمق إدراكه بضع رؤىً فكانت بإذن الله هي الطريق الممهد إلى الخلاص من ظلمة كالقبر إلى حيث تشرق الشمس في كل صباح ، إلى ساحات القصر ، إلى أراضي مصر و إلى كرسي العزيز ختاماً ، هناك حيث كان الملتقى بمن غابواْ سنيناً هي كالدهور في طولها ، حينها ما عاد يوسف هو الصِّديق المؤتمن على خزائن الأرض و كنوزها فقط ، ما عاد ذلك العزيز الذي أحبه شعبه و حسب ، بل رجع ذلك الإبن الصغير و الأخ المتسامح .. الفتى اللبيب مع عائلته ، فأضحى لوالده نور عينيه الذي فقده من بعده و معجزة لأقوام تأتي لاحقاً ، و رسالة جبر لقلب نبي يأتي من بعده حاملاً على أكتافه هم أمة مستعصية في أمرها ، ليؤدي الأمانة الأصعب ، عليهم صلوات ربنا أجمعين .

الأربعاء، 21 أكتوبر 2020

أحب الله

 


أحب الله كثيرا .. ليقيني التام بأنه حتى و إن لم تسعفني الكلمات فهو يفهمني ، و إذا ما خانت الكلمات قلبي كثيرا فهو يعلم ما بداخلي ، فلا اتهامات تتساقط علي من كل حدب و صوب و لا أحكام ظالمة و لا مفاهيم مغلوطة ، لأن الفاصل في هذا الحساب هو ما بداخل قلبي .. سري الصغير الذي لا يطلع عليه إلا هو سبحانه ، ما أعدله !

لأن لي الدعاء و عليه الإستجابة ، لأن لي السؤال و عليه العطاء ، لأن لي التوبة و عليه المغفرة .. 

و من عمق الطمأنينة أن رسائلي لها وجهة لا تعرف الضياع بين السحاب فمصيرها الوصول حتماً ، و أن أمنياتي التي استودعتها عند الحي الذي لا يموت آتية لا محالة ، بل آتية بشكل تتعجب له الأنفس و تحير أمامه أفصح الألسن ،

 فلا تبني على الناس ظنونا هم ضؤلاء أمامها حتى لا تعود بعدها خائب القلب ، بل كل حسن هو لله فأحسن الظن به أبدا ، و احفظ سرك لله فالبوح لغيره سم قاتل .

لأنه الله ، و لأنني لا أحتاج أحداً سواه .

فقط .

الخميس، 8 أكتوبر 2020

عندما يغرب الشروق !

وسط عالم مليء بالتفاهات ، و صحائف بالأخبار لا تنتهي .. تضيع قضايا كبرى و تندثر حقوق و تعبر موجات قصيرة الأجل .. تختفي أرواح و تنتهي حياوات .. نعيش في أوساط مليئة بالصراعات و صراع آخر يكمن بداخلنا و لكننا نعي تماماً حقيقة أن كل شيء حولنا موصوم بحتمية الزوال .. لا شيء يبقى على حاله إطلاقاً ، إما أن يتبدل أو ينتهي .. حتى أعظم مخاوفك ستموت بداخلك يوماً و تصبح سراباً ، لأنه لا أبد في دنيانا ، حتى لفظ "الأبد" ما هو إلا مادة مجازية تبقى رهينة أشكال الأدب و الحوارات و لا وجود حي لها على أرض الواقع ،أما عن الخلود فهو حلم جميل يستحيل تحققه هنا ، هو كالوهم في هذه الحياة التي تسير بوتيرة متسارعة بلا توقف، لا ملك يدوم في عرشه ، و لا رجل يحتفظ بقوته و شبابه ، و لا فقير يظل جائعاً على الدوام ، كله ينتهي في لحظة إذا إن أوانه .
لكل منا قصة خاصة به يقدسها و لكن .. لا بد من نهاية قادمة لا محالة تختتم بها هذه الرواية الحية فإما أن تصبح تاريخاً أو تضحي تراباً ؛ لأن كل ما ننشده حالياً لا إمكانية لحدوثه هنا و لكنه ممكن في مكان آخر نستمر بتجاهله مراراً من أجل دنيا الحدود و المحظورات ، نعم هي فانية فلا تسرف في التعمق و التعلق .

السبت، 26 سبتمبر 2020

ابراهيم عليه السلام

 في قصة خليل الله إبراهيم تتجلى بوضوح معالم إنسان أجهَد فكره حتى عرف ربه ، بحث عن الإجابة التي ينشدها بإصرار حتى نالها ، حاول مرة و لم تكن شافية ثم عاود الكرّة مرة تلو مرة ، حتى توصل للنتيجة و نشوة الوصول اليها ، قَبِل قدره و حمل رسالة ربه على تلك الأرض و بين قومه ، رُفِض من الجميع و لم يجزع فقد كفاه ربه ، عظّم الله في قلبه فتخلىٰ عن كل البشر حتى ذلك الكهل الذي أفنى عمره أباً له .. من أجل إعلاء اسم الواحد الأحد ، و بعناية الخالق بردت النار من حوله برودة أُثلِج بها صدره و أُخزِي بها كل معادٍ عادٍ .

سافر الخليل و ارتحل ليجوب الأنحاء حاملاً راية التوحيد الأولى ، و برفقته من خالفت عُرف موطنها و آمنت بربها و آمنت بنبوته و لوطاً صديقاً قبل أن يبعث نبياً .. جابه ملوكاً و زعماء فما استكانت قوته و ما ارتخت غايته ، و حينما تقدم به الزمان و سرق شيئاً من عمره أهداه الله "اسماعيل" ليخرج من نسله أشرف خلق الله من بعده ، و في الأرض الميتة تفجرت من تحتهم السقيا حتى ارتوى صغيرهم ، و ببرهان عظيم في حياة أربعة من الطير اطمأن قلب نبينا .

هو العبد الذي أحَبّ ربه فكان له في كل حين ولياً و نصيراً .. هو واحد أغنى عن جموع من البشر ، حمل الرسالة الخالدة وحيداً بكل عز .. هو نبي قد بقي ذكره معنا و سيبقى بعدنا .. هو الأب لرسل الهدى أنبياء ربنا ذو الجلال و الإكرام .. هو نبي الله ابراهيم عليه السلام .

اقرأ أيضا عن : الرسول محمد صلى الله عليه و سلم 

الخميس، 17 سبتمبر 2020

كوب من القهوة .


لا شيء أجمل من مواساة كوب قهوة ..

عزيزتي السمراء التي لا مثيل لرقتها في الوجود ، صديقتي التي في دورانها اتزان ، و في جوفها يكمن مصل السعادة ، و في سوادها ضياء ينير فيّ أركان شتى .. ينقلني سحرها إلى ألف مكان و مكان .. إلى جنان خضر لا تغرب الشمس فيها و بأشجار الكرز تزدان .. فيها استراحة الروح المنهكة من تعاقب الأحداث أو دوامة الفراغ القاتل .

لطالما كانت هي صديقة الشعوب و رفيقة صباحهم ..

في كل رواية من روايات الزمان تكون حاضرة و لو من خلف الستار .. هي رسالة الصداقة الأقرب وداً و أصل الضيافة عند أهل الكرم ، أحياناً تكون بمثابة خريطة لمستقبل إحداهن ، و لآخرين هي دواء شافٍ لصداعٍ استوطن رؤوسهم بلا رحمة .

هي ثقافة يتشاركها أبناء المجتمع الواحد ، و نقطة التقاء مجتمعات أخرى .. هي الدفء عندما يلسع الزمهرير جلوداً رقيقة ، و هي الفن في أبهى صوره و التقاليد المحفوظة في هوية كل سكان العالم .

هي علاقة قوية تأسست مع بني البشر فكانت سيدة أوقاتهم الفاتنة .

امنحني كوب قهوة كهدية و انسَ الباقي !

الأحد، 13 سبتمبر 2020

هل نستطيع العيش بلا حب ؟

 

حتماً ستكون إجابتي هي : لا !

لا نستطيع العيش بلا حب يحركنا لأن الحب هو كل أسباب الحياة ، نعيش به و من أجله فقط ، و لاينتزع الحب من قلب أحدهم حتى تنتزع روحه بأكملها .

و إن حجزت الكراهية مكانها في القلب سرعان ما ستبدأ بتدميره رويدا رويدا، حتى تفقد الأشياء روعتها ، و تفقد الأيام ما كان بها من ألوان تزينها و تفقد أنت كل شيء و تنتهي .

و أنت .. يا من تظن أنه الإمكان تأسيس حياة بالكراهية و العِداء المستمرّ ، انتبه !

سيأكل منك حقدك كل يوم مقدار مضغة حتى يفنى عمرك بالتمام .

أما ما بعد الفناء .. فستُسأل و ستسأل كثيراً ، عن عمرك فيما أفنيته و عن جسدك فيما أبليته .. ستسأل عن روحك كم كبّدتها عناءاً ، و أرواح أخرى تأذت بفسادك ، و قلوب وقع مقتلها على لسانك ، و ستسأل أكثر و بلا محاولة و مراوغة منك ستأتي كل تفاصيلك أصغرها و أكبرها حتى تلك التي غفلت عنها ستكون حاضرة ، و ستشهد جميعها عليك .. ستواجهك ، و سيكون ذلك هو الخسران العظيم من بعد حياة مرصعة بالخسائر الكبرى .

تفاصيل صغيرة كفيلة بإحداث الفرق المنشود

-لتعيش أحب ما حولك ، اكتشف ذاتك و أحب نفسك و تفاصيل شخصيتك كي تستطيع إدراج محبة الآخرين في قلبك .

-لون دنياك بلونك المحبب ، اجعل كل ما حولك يزهو بألوان تبعث السعادة و الراحة فيك .

-اسعَ لجعل هذا العالم مكاناً أفضل لك و لصغارك ضيوف المستقبل .

-أحب الخير بكل فصوله و لا يتحقق ذلك إلا بحب رب الخير ، الذي اختار لنا كل خير في حياتنا .

-و أخيراً ، لا تقتل نفسك .. فكل شخص تحبه يستحق الموت من أجله ، لكنه يستحق الحياة لأجله أكثر .. حيثما تجد السعادة ابقَ هناك ، و اقضِ أوقاتاً لا تنسى معها ، و إن أجبرت على الرحيل يوماً ، احمل ذكرياتك على ظهرك و سِر بها للأمام بلا توقف ، فما للتوقف خلقنا ، أكمل المسير و ابحث عن وجهة تقصدها بكل حب .

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2020

أجسام نحيلة

مأساة الجوع في عالمنا

أجسام نحيلة .. عظام تكاد تخترق جلداً يغطيها .. قلوب تعطّل الإحساس فيها مما جابهت ، و عقول أنهكها كل ما حولها ..
بل أرواح ميتة محدودة الحركة رأيتها يوماً على شاشةٍ فتمزق كل ما بداخلي ألماً .. و ما أحال قلبي إلى فتات ، هو عجزي عن إحداث فرق بارز من أجلهم .
تعلقت صورهم  بجدران عقلي و لم تفارقه حتى سكبت ماء عيني الحارق .. وسط زحام من النعم يعاني قلبي مما رأى ، فهل من دواء ؟
على تلك الشاشة رأيت أناساً مشتتين وسط صراع دامٍ .. لم يشأ أيّ منهم الإنخراط فيه و لكنهم أُجبِرواْ على تجرع ويلاته لاحقاً .
رأيت خسارة تلو خسارة ، و لم أرَ فوزاً يوماً سوى هزيمة أكبر تتوشح بوهم النصر .. و ما هو النصر؟ 
أن لا تموت في أرض المعركة ؟ أو أن تسلب حياة عدوك ؟ أو لا شيء من هذا و ذاك .. لا شيء سوى جوع و فقدان و فقر و خوف .
خوفٌ يغزو أرواحاً لم ترتكب ذنباً فارتُكِبت بحقها كل الذنوب .
عذراً يا يمن فخبزنا لا يكفي لملء أفواه جياعكم ، عذراً يا صومال فماؤنا ما عاد يروينا .. عذراً سوريا ، فلسطين ، السودان .. و هل تنتهي الأعذار ؟

السبت، 5 سبتمبر 2020

مشهد : وداع حار

سقطت .. و سقطت معها آمالها و أحلامها ، محت مستقبلها بعد أن ضاقت بها الحياة و فصولها و استعسر عليها البقاء بنَفَس لم يتوقف عنوة قط ، وسط ذهول و صيحات كل من رآها .
عندما تهاوت ظنّت بأن كل شيء تهاوى معها و سقط .. ظنت بأنها بسقوطها قد أنهت جلّ معاناتها و محت مخاوفها من الوجود ، و أوقفت سير تلك الدوامة التي كانت هي حبيستها منذ الأزل .
رخيصة و غالية في آنٍ واحد كالماء هي حياتها التي تحدتها بكامل إرادتها ، و أحضرت الموت من أذنيه ملبياً نداءها .. هي لا تراه فشلاً على مواجهة الحياة بل هو انتصار عليها .. ليس جبناً بل شجاعة .. إنه حاجة .
هاهي تنزف الذكريات ، أما من حنين يمنعها ؟ ، أما من خطوة للوراء تعيد كل شيء كما كان .
....

تداخل الأصوات في رأسها ، رداءة رؤيتها ، ثم انقطاع تواصلها مع هذا العالم .. كانت تلك اللحظات الأولى التي عاشتها بعد سقطتها ثم انتقلت بعدها إلى عالم اللاوعي ، عالم مجهول مكثت فيه طوال أشهر أسموه الأطباء "غيبوبة" و كانت تظن أنه الموت يستعد ليأخذها .. لكنه لم يكن كذلك !

بضع و تسعون يوماً قضتها على الفراش الأبيض ، ثم استفاقت بعدها لتعود إلى دنيا الأحياء و البشر ، لم تذكر شيئاً حينها و لكنها توصلت إلى نتيجة واحدة هي : أنها ليست بخير الآن لسبب ما .
لم يكن هناك طرف سليم فيها .. حتى عقلها لم يكن يذكر سوى تلك الدراجة التي أوقعتها أرضاً حتى نزفت قدماها .
أحياة جديدة؟ 
أم نصف ممات ؟

الاثنين، 31 أغسطس 2020

مشهد : الهروب من الذكريات .

فتح خزانته لأول مرة بعد غياب دام لأشهر طوال ، فتدفقت في رأسه ينابيع من الذكريات التي استيقظت من غيبوبة الوحدة ، تغيرت أمور شتى بداخله و لكن تلك المشاعر التي تنطلق مع كل غرض في تلك الخزانة قد بقيت على حالها .
الخزانة التي احتفظت بهيئتها الدائمة حتى بعد فراق مكث طويلاً ، ها هي تحيي مواطن في قلبه من جديد ..
وقعت عينيه أولاً على ذلك الصندوق الصغير الذي خبأ بداخله ما تبقى من طفولته ، صور و لوحات مزينة بألوان البراءة ، هذا الصندوق الذي كان رفيقه في جميع لحظات إستراحاته الصغرى .
صرف نظره ليرى ذلك القميص الذي يعلو قائمة قمصانه و الذي جاءه كهدية من والدته في ميلاده السابع عشر .. ما زال يحتفظ به !
و زجاجة القهوة المستقرة في الرف العلوي  أخذها ليشتم رائحة عشيقاته الخمسة و السبعون بعد المائة ، كما أحصاها بكل حب في آخر مرة كان فيها هنا ، حبيبات بُنٍّ تفوح بأرقى نفحات العتاقة التي ترتخي معها كل الحواس .
ثم ماذا ؟ تراجع خطوة للوراء و بدأ يتساءل .. كيف لغياب استمر لشهور تقترب من مرتبة عام كامل أن يمحو أهم فصول حياتي و شخوصها ، و يذكرني بكل ما يخص محتويات صندوق خشبي بطول رجُل ؟ 
و جاءه التعليل في حينه .. بكلمتين فقط : لأنها تستحق ، نعم هي ذكرى تستحق البقاء ، و لأن عقلي دفع كل ذكرى لا تستحق مكاناً في الوجدان ، و لأن قلبي تعب من التذكر فداوى نفسه بالنسيان و اختار طريقه الأصوب .. اختار ما يحب .
و هذا ما أراده الدماغ البشري منذ الأزل ، أن يمحو كل شيء و يبقي على ابتسامات حفرت مكانها في الذاكرة ، اختارني الله لأحظى بهذه الميزة التي لا تتوفر لدى أغلب الناس .
و بينما يحاول الأطباء مساعدتي على الاستذكار شيئاً فشيئاً سأجاهد أنا بالنسيان و لن أحزن هذا القلب بالذكريات ، سأحافظ على طمأنينته كما لم يعش تعيساً ذات يوم ، سأتعلم كيف أحب أيامي القادمة ، و سأحب كل شيء أتعرف عليه لأول مرة.
سأكافح بابتسامة .

الأربعاء، 26 أغسطس 2020

الفايروس الأخلاقي يجتاح العالم

هل سنتغلب على الفايروس الصغير "كورونا" قريباً ؟


الكائن الضئيل الذي تصدّر العناوين الأولى لنشرات هذا العام المليء بالمفاجآت ، و الذي أخلى أكثر شوارع العالم ازدحاماً ، فايروس كورونا المستجد الذي قلب كل الموازين و أعاد تهيئة الحياة بما يتوافق مع وجوده ، سكنت له الملايين من البشر بعد أن كانت الحركة لا تفارق حياتهم ، ننظر حولنا ، و إذ بالشوارع خاوية .. أسواق بلا مشترين و حدائق بلا زوار و ملاعب بلا جماهير ، و مدن قد فقدت بريقها و وجوه هجرتها البهجة و كأن الدنيا أظلمت .
هذه لمحة مختصرة لما يتبادر إلى ذهن كل شخص عند سماعه للفظ "كورونا" الذي أصبح في مستهل كل حديث عابر .
أما ما لمسه  آخرون أكثر عمقاً في بناء الأفكار ، هي تلك القيم الأخلاقية التي تم إحياؤها من جديد و التي تعد من حاجات الأمم الضرورية لإقامة الحضارة .. هي قيم نعرفها جيداً ، نشأنا نرددها على مقاعد الدراسة ، ثم أفناها التجاهل عندما بقيت حبيسة الحقيبة ، و في ظل هذه الظروف الإستثنائية نعود إليها لتعاود الظهور فينا ، فنلمس جانباً مشرقاً في هذه الأزمة لم نلحظه إلا عندما ابتعدنا عن بعضنا فازدادت أرواحنا قرباً .. عندما أصبحنا ندرك قيمة الأحداث التي كنّا نعيشها باستياء بالغ ، و تلك الحياة المملة التي لم تكن تلاقي قبولاً منّا قطّ ها نحن ذا نتمنى عودة شيء من روحها ، كما أننا كلما خلَونا قدسنا الأوقات التي قضيناها مع أنفسنا ، ثمنّا تلك الجوهرة التي امتلكناها بلا عمل و لا استحقاق .. "الصحة" التي باتت تهمنا أكثر من أي وقت مضىٰ ، و أكسبَنا الصبر قوة كانت رهينة أخْيلتنا .
تعلّمنا مباشرة التداوي من أسقام كانت تخدش أرواحنا في ديمومة حارقة .
و كما هو الحال مع الكثيرين ، زاد تقربنا من رب الأكوان فما خاب فينا رجاء و امتلأت قلوبنا بِثقة هي أسمى ما في الوجود .
أحببنا العمل و الدراسة ، أحببنا بعضنا ، و ها نحن ذا نتشارك المشاعر و القوى من أجل غدٍ أفضل ، من أجل عنوان واحد يعيد الحياة فينا : "أخيراً ، تجاوز العالم أزمة كورونا و الحمدلله !"
و يعلو التصفيق .

الثلاثاء، 18 أغسطس 2020

ابتسامة جوفاء صغيرة

UNICEF/Syria/2018/Watad

لماذا لا يستثنى الأطفال من مآسي هذا العالم ، لماذا تحمل ظهورهم اللينة أحمالاً كالجبال ، لماذا تجبر قلوبهم على تجرع ويلات الألم ، و لماذا يكبرون على حين غفلة بلا اختيار منهم ، يكبرون بسرعة اختراق الرصاصة لجسد انتهى عمره في هذه الحياة مبكراً .
يجوعون ، يتألمون ، يمرضون ، يفارقون أحباءهم ، يفارق النوم أعينهم الضئيلة ، إنهم يموتون يا سادة هذا العالم !
اخبروهم ان استطعتم ان الشجر لا يثمر أموالاً و ان العائلة لا تباع في الاسواق كالحلوى ، و أن المتعة ليست مجانية ، و أن الألم ليس حصراً على الكبار ، و أن الكبار هم أكثر من يخطئون ، و أنهم من سيدفعون الثمن في كل مرة .
لطفاً ..
أخفواْ دموعكم عن نظرهم عندما ترونهم ، حتى لا تيقظواْ أحزاناً اختلطت بدمائهم ، ابتسمواْ ابتسامة كاذبة في وجوههم و أخبروهم أن كل شيء بخير .
أخبرو اليتيم أن أمه تنتظره في حدائق غناء في السماء . 
أخبرو الفقير أنه سيغنى عندما يبلغ العشرين من عمره .
أخبرو اللاجئ منهم أن اللعبة أوشكت على الانتهاء و أن الوطن سيبتسم منتصراً من جديد . 
و أنت أيها التاجر الصغير .. ستصادفك ضربة حظ في يومٍ ما .
يا صغاري ، سترون أنفسكم بأثواب التخرج تتشاركون رقصة النجاح و ستكتبون صفحات جديدة في موسوعة الحياة و الناس و الكائنات.
أو اصمتوا ..
اصمتو حتى يبرد كل شيء ،
حتى تخمد العاصفة ،
و تنطفئ الأضواء ،
حتى يغطواْ في نوم عميق لا يشبعون منه و لا يشبع منهم ،
حينها أوقفواْ ضجيج أقلامكم ، و قفواْ حداداً على أرواحكم النجسة .

الأربعاء، 12 أغسطس 2020

لأنني إنسان

 نتأثر كثيراً بما يحدث حولنا ، حتى و ان لم نكن جزءاً من الحدث ، و لكن رؤيتنا له تكفي لإحداث الفارق بداخلنا ، حينها تحارب ارادتنا لإبعادنا عن الأحداث التي تقع خارج نطاقنا ، فتفشل في تحقيق ذلك ، فتسقط دمعة ، أو ترتسم ابتسامة ، لأننا كذلك نمتلك قلوباً سخية في مشاعرها ، تشعر و تخاطب قلوباً أخرى ، و لا تكتفي بحدود متنفسها .

السبت، 25 يوليو 2020

هذيان #٣

لماذا يبدو كل شيء غير مكتمل ، حتى الحقائق تبدو نصف ناقصة من وراء حجابها الأزلي ، حتى باتت عملية التنقيب للحصول على المعلومة من بين أكوام من الأكاذيب هي الأكثر شقاءًا ، حتى الأيام لم تعد كالسابق ، قد فقدت شيئاً من حيويتها ، سواد في بياض أصبح يغزوها كمملكة احتلها العدو ، و مع مرورها يتلاشى جزء من شخصيتي معها ، حتى نجومها ضاعت و انطفأ نورها ، زحام من الفراغ المريب فيه أضيع ، و مع أطنان من المحاولات أحزم أفكاري و أستعد للرحيل بعيداً عن هذا المستنقع المظلم ، إلى مكان أكثر صدقاً ، أكثر أماناً ، أكثر حياة .
اطلع أيضا على : هذيان #١
و أيضاً : هذيان#٢

السبت، 18 يوليو 2020

مكتوب مواساة

صحيح أننا لن نضحك دائماً ، لأننا لسنا دمىً أو مهرجين و لكننا رغم ذلك سنداوي جراح بعضنا و سنكمل الطريق ، كطفل جريح القدم عاد ليكمل المسير بدراجته الصغيرة لأن الرحلة لم تنتهي بعد ، لأنه يهوى الحياة فيتحمل آلامها ، و هكذا نستمر حتى تتوقف أنفاسنا .
فقط تذكر ذلك كلما أضحت الإبتسامة في غاية الصعوبة بالنسبة لك .

الخميس، 16 يوليو 2020

هذيان #٢

عالقون بين خطئين .. يبقون في مكان ضيق و لا يوجد حولهم سوى طريقين .. كلاهما خطر ، لا شيء صحيح في حياتهم ، مجبرون على أشياء ، و مخيّرون بين مصائب الدنيا ، أين هم ؟ ما هم ؟

السبت، 11 يوليو 2020

هذيان #١

 كثيرا ما نتمنى حياة أخرى مختلفة تماماً عن تلك التي نعيشها ، و حينما يتغير كل شيء نود استرجاع كل شيء بشدة و الهروب إلى ماضٍ رحلنا عنه بأرجلنا !
تقلبات إنسان ؟

الاثنين، 6 يوليو 2020

فاصبر

"فاصبر صبراً جميلاً"
فالصبر الجميل يحمل لك معه فيضاً من الأرزاق الجميلة ، و ثق تماماً أن ما تأخر قدومه ينتظر أواناً يجعل مجيئه أجمل و يستحق منك عناء الإنتظار .

الأربعاء، 1 يوليو 2020

وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي

"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"
يالعِظَم هذه الآية .. فهي ما إن تنساب إلى مسامعنا حتى ترتاح بها القلوب ، لاننا ندعو مالك الأكوان ، فلا مجال أن ينتابنا الشك في إمكانية رؤية أمنياتنا واقعاً نعيش في جماله ، و هو القادر على إحالة ما نظنه مستحيلاً إلى حقيقة بيّنة ، و حتى إن لم نحسن دعائنا فهو الأعلم بما في نفوسنا ، و هو محسن التدبير . 
ذلك إيماني و به أحيا 💛

السبت، 27 يونيو 2020

جرعة أمل

و ما زال قلبي متمسك بذلك الأمل الذي لا يزول ، الأمل الذي يتجدد مع كل إشراقة صباح .. مع كل تاريخ جديد ، فكل يوم مؤرخ يمنحه الله لك ، هو أمل جديد و حلم جديد و فرصة جديدة لتحقيق ما تصبو إليه ، و تلك هي الثقة بالله .. دفء يعم القلوب ، نوم هانئ و أمل متجدد و حكاية تروى ،
و إن لم تستطع بالأمس ، اليوم ستستطيع .

السبت، 20 يونيو 2020

الوطن

الوطن دائماً هو الأغلى ، حتى إن ظننت أنك لم تمتلك واحداً يومًا ، فـ جميعنا لدينا بذرة إنتماء بداخلنا خلقت معنا و سترافقنا إلى الممات ، حتى أننا يمكننا أن نموت فقط لأجلها ، إن زعمت أنه لا وطن جغرافي لك ، فكلّ الأرض لك وطن ما دمت تمشي عليها ، و ربما يكمن وطنك الصغير بين حضن يحتويك ، أو أمّ تحبك بلا مقابل ، و الأهم : يقين عميق بربّ العباد .

الثلاثاء، 16 يونيو 2020

كلمة اليوم و كل يوم

لا تتوقف عن تقديم كل ما هو جميل لنفسك و للآخرين .. لا تتوقف عن نشر السعادة في الأرجاء لأنك تستحقها ، لأنك تستحق الحصول على أكبر قدر من الإبتسامات .. تستحق الأجمل .
حتى و إن تطلب ذلك المغامرة ، غامِر من أجلك فقط ، من أجل حياة تعاش لمِرة ، ينبغي لها أن تكون تجربة جميلة .

السبت، 13 يونيو 2020

و في عينيّ تكمن إجابة السؤال .

لماذا نستمر بإخفاء ما تفضحه عيوننا على الدوام ؟لماذا نستمر في تقديم تلك الدراما الباردة أمام بعضنا حتى و إن كنا لا نصدق جدواها ؟ ربما يأتي جواب عابر لا يزيل إبهام السؤال فيقول : حتى لا نؤلم من يحبوننا .. حتى لا نحزنهم بهمومنا ، و لكن الحق أنهم أكثر من يشعر بما يختلج في جوفنا ، و هم أيضاً من يمتلكون القدرة على ترجمة إشارات أعيننا .. إذاً لماذا نجبر أنفسنا على تحمل عبء مرهق كهذا ؟

الخميس، 11 يونيو 2020

صباحات الشوق

صباح تملؤه الأشواق .. هو ذلك الصباح الذي جاء معترضاً حكاية لطالما أردتها أن تكون واقعاً ، فـ زارتكَ على هيئة منام لطيف يعانق مشاعرك بشدة و يجمعك بالأحبة و الصحاب الذين طال بهم الغياب حتى اكتفى .. منام يُسمِعك همسات و ضحكات و محادثات ترغب بها روحك بشدة .. منام تشاهد فيه سماء ماطرة لأول مرة بعد سنين أماتها الجفاف ، و آخر ما تود حدوثه هو ما يعكر صفوك و يقطع سعادتك و يفسد لقاءك المحبوب ، ضوء ينطلق لينهي كل ما عشته ببساطة ، صباح يفتتح يوماً بأكمله من التمني .. صباح سعيد !

الاثنين، 8 يونيو 2020

و ما العجز في حياتنا إلا حياة

عَجْزُنا عن مواجهة أنفسنا و الإصطدام بالحقائق هو بوابة لسلسلة عجز أكبر .. نبحث عن السعادة بتلهف في أحلامنا ، فنعجز عن رؤيتها في أبسط تفاصيل حياتنا ، نراقب هناء الناس و رخاءهم ، و نعجز عن استشعار ما بأيدينا من أنعم الله.. نبكي على الماضي فنعجز عن التقدم للمستقبل ، نسأم في منتصف الطريق فنعجز عن الوصول .. نعيش و نحتاج التعايش لأن العيش وحده لا يكفي .

السبت، 6 يونيو 2020

رحلة التغيير

التغيير جزء منا .. ولابد أن نتغير في بضع مواضع و محطات .. و الإعتراف هو مفتاح التغيير و به تفتتح رحلة التحول العظيمة .. فاعلم أن الله لن يغير ما بك حتى تخطو الخطوة الأولى من المشوار و تغيّر لهجة قلبك .. لن تعالج المشكلة إلا إن اعترفت بوجودها ، و لن تصحح الخطأ إلا إذا أقرّيت بوقوعه ، و هنا ستكون قد أنهيت نصف الطريق ، و ينتظرك نصف آخر شائك و أكثر وعورة .

الأربعاء، 3 يونيو 2020

#العدالة_لجورج_فلويد

في مكان ما في هذا العالم الكبير ، توجد تلك البقعة الظلماء .. حيث تتحرك تماثيل و أخرى جامدة ، سُمّيت جميعها بإسم "الحرية" بلا أحقية .. و لكن ذلك لن يغير حقيقة أنها حجارة لا تسمن و لا تغني من جوع . هناك حيث أقوام تشابهواْ مع سابقيهم من الجاهلية الأولى .. لا دين يحكمهم .. لا ضمير يردعهم .. لا قلب يوحدهم .. و لا عدل يقام عندهم ، في هذا المكان فقط فُقِدت أرواح تهمتها لون لا يعني شيئاً ، لون خرّب اللوحة القذرة خاصتهم فاستحق الفَناء .. أرواح ودعت الدنيا دون تذوق عدالتها .. قذارة قد استوطنت أرضاً رخوة فاستغلت هشاشة بنيتها لتأتي المحظور بلا حساب .
و تبقى القاعدة لتثبت : العنصرية لا وطن لها ، لا دين لها ، و لا حياة لها بيننا .

الاثنين، 1 يونيو 2020

حقيقة الاختيار

مخدوع هو من اعتقد أن كل ما وصل إليه هو نتيجة اختياراته ، فالحقيقة تنص على أنه ليس كل شيء في حياتنا هو من اختيارنا التام ، إنما هو الله يضعنا في المكان الذي يناسبنا ، فنحن نبقى كائنات تعيش رهن القدر و تبقى ضعيفة أمامه ، و لا نعلم مواطن الخير من الشر ، و لا عليم سواك يا الله فاختر لنا الخير دائماً و اجعله من نصيبنا .

الأحد، 31 مايو 2020

تذكير

و كل أولئك المحيطين بك .. لم يكونو معك في تلك المحطات التي مررت بها .. كل تلك المحطات التي كادت تقضي عليك لم يشهدوها .. كل سقطة ، كل إخفاقة ، كل دمعة أغرقت وجهك الحزين .. و تلك الرصاصة التي أطلقتها بنفسك فاخترقت عمق قلبك ، هم لم يكونو هناك حينها .. لا أحد يدرك مرّ ما مررت به سواك ، و ربّ مهّد لك الطريق لتحصل على ما تريد .

السبت، 30 مايو 2020

قهوة

أن تبدأ يومك بكوب قهوة .. يعني أن تمتلك صباحاً خاصاً و دقائق مقدسة .
أما أن تتشارك القهوة مع من تحب .. فذلك يعني امتلاكك سر من أسرار السعادة .

الأربعاء، 27 مايو 2020

يا الله

أَتُخجِلنا يا الله بعظيم كرمك .. و نحن أولئك الضعفاء ، من نبتنا على القصور و تأصل فرعه فينا .. نحن من ننصرف إلى فراشنا في كل ليلة مثقلين بالخطايا بقلوب رديئة اتسخت معالمها ، و عقول منهكة من شواردها قد غادرها السلام و لم يعد إليها .. محمّلين بمخزون يوم قضينا فيه بضع ساعات ، نلجأ إلى النوم و نغمض العينين ، فتوقظنا بجبرٍ تطمأن به القلوب ، و رزق تعجز حسابات العالم عن احصاءه .. خبر مفرح ، ابتسامة ، و نسيان ... و ما أعظم النسيان في زمن أصبح فيه غاية ترجى .
نحن لسنا أهل شيء مما أكرمتنا به يا الله ، فعاملنا بما أنت أهله و لا تعاملنا بما نحن أهله .

الاثنين، 25 مايو 2020

محمد

هو إنسان .. هو رحمة .. هو نورٌ على هيئة بشر ، هو شفيعٌ .. هو صبورٌ .. هو مرشدٌ ، هو من تغنى به شعراء و كبراء أقوام ، و عجز قلمي القاصر حتى عن مجاراتهم بكلمة وافية .. هو من عرف ربه قبل المبعث الشريف فهدانا إليه ، هو من حُمِّل أثقل رسالات النبوة فحملها و أحسن آداءها .. شُقَّ صدره صغيراً فاحتوى من بعدها الأمة أجمعين ، عاش بسيطاً و مات بسيطاً فارتقى في قلوبنا مكاناً عِلين .. ينادي بنا يوم يفرّ كل فرد بنفسه .. "أمتي أمتي ، يا رب ائذن لي" فيُعطى ما سأل من ربِّه و تقرّ عينه في جنّات النّعيم صلّو عليه و سلمواْ أتمّ التسليم .
هو سيد الكونين .. متوشح بالسؤدد ، مدثر بالخلق الطيب ، مزمل بالمحبة .
يعبق حبه في الفؤاد .. فيكون له طمأنينة ، له سيرة مزهرة يعطر شذاها الألسن الذاكرة في كل حين .. في حبه .. حب تنفتح له مغاليق .. تضاء به ظلمات .. و تنفرج به كل ضائقة بإذن رب العباد ، عزيز في قومه إلى يوم الدين ، أعزنا به رب العزة إياه نستعين .

الجمعة، 22 مايو 2020

رسالة الـ ٢٨ من رمضان

"لو علمنا مقدار الخير الذي تخبئه لنا الأقدار ، لما أرهقنا أنفسنا بكثرة التفكير فيها".
لنا ربٌّ يدبّر كل شيء فيحسن التدبير ♥

الأربعاء، 20 مايو 2020

إتزان

سبحان خالق الأكوان .. مصور الإنسان .. موجد الإتزان في كل شيء ، توازن متكامل يلف هذا الكون بما فيه ، نراه في أنفسنا كثيراً و البعض منا يعجز عن رؤيته بقصور فاضح ، و لكن .. ماذا إن تأملنا في حياواتنا قليلاً .. سنجد أن كل ما يحصل فيها يخدم ذلك التوازن المدهش .
كل حدث هو جزء من نظام كوني فائق الدقة في حياتنا .. نعيش حزناً بعد فرح ، نواجه مشكلة تتبعها انفراجة ، راحة تعانق تعباً ، هدوء مع النفس و ضجة الإجتماع بالغير ، حياة تتلو ممات و الكثير من الأمثلة نحو ذلك  ، لا تختلف قصصنا كثيراً عن بعضها ،  فمهما اختلفت كياناتنا او ادعينا الاختلاف سنبقى جميعاً كائنات صغيرة تعيش بمسايرة ذلك التوازن العبقري الذي به تتحرك الحياة و تتنفس الأحياء . 

الجمعة، 15 مايو 2020

المعاناة

لكلٍّ منّا معاناته الخاصة .. فبعضنا تكمن معاناته في المجتمع الذي يحيط به ، و كثير منّا يتشاركون معاناتهم مع القدر ، و يعاني آخرون من الحب ، من العادات ، حتى من النفس ، و الحق أننا ولدنا من رحم المعاناة و سنعيش عليها ، لن تفارقنا طويلاً مهما أردنا ذلك بشدة ، فـَلُبُّ هذا الأمر يكمن في إيجاد القدرة على التعايش مع تلك المعاناة و مجابهتها بِصمود ، و ليس في التخلص منها للأبد ، فلنتقبل حقيقة أننا لسنا في دنيا الأحلام الوردية و الملذّات تماماً ، نحن في دنيا لا نبغي فيها إلا الستر من رب العباد ، نعيش في عالم يمتلك وجهان .. له طريقان .. يؤدي إلى مصيران .. له من كل شيء اثنان ، و نحن عالقون في الوسط حتى نقرر و نختار ، فاصنع من معاناتك حكاية ترويها بابتسامة لمن ينتظرون سماعها بكل شوق .. لا تمنحها فرصة التغلب عليك فقوتك لا يضاهيها شيء في الوجود .. صدق ذلك و حسب .

الخميس، 14 مايو 2020

عقيدة الحياة

آمنت بالله ربّاً ، و ديننا دين المحبة و السلام يقيناً ، عقدت قلبي بالأمل ما دمت على قيد هذه الحياة ، و سأمضي للأمام بثقة لا تخيب و لا تغيب ، ثقة بِربٍّ عليم بأحوالي .. رب يراني في كل حين .. هو ربي الله الذي إذا ما عدت إليه في ليلة بِروح يعتصرها الندم مما اقتَرَفَت لن يرفضني و لن يغلق أبواب المغفرة في وجهي ، و لكن سينزل سكينة من عنده على قلبي حتى يتعافى ، سيتقبلني مهما كنت .. و ذلك ما سيمنحنى قبول الحياة بما فيها ، و الهناء بالعيش ، و الرغبة في الحياة بِحبّ .

تعلمت من القرآن #٥

لقد قدّم لنا القرآن تفصيلاً واضحاً لِمختلف أحوال النفس البشرية .. علّمنا الله تعالى حسن التعاطي مع النفس و ما يطرأ عليها من حوادث ، لأنها نفس لا تخلو من المساوئ و المشاكل و الدليل الأشمل لجميع ما تحتاجه من حلول موجود في هذا الكتاب العظيم ، و هذا ما يُميّز حَمَلة هذا الكتاب.. أنهم أدركواْ الحياة و من عليها ، أنهم وجدواْ الدواء لكل داء ، و هم أيضاً من يعلمون إجابة ذلك السؤال الذي لازم البشرية منذ البدء ، : "لماذا خلقنا ؟"

الأربعاء، 13 مايو 2020

تعلمت من القرآن #٤

في كل مرة أتصفح فيها كتاب ربي و أتأمل في آياته ، أجد رسائل محمّلة بأجمل معاني المواساة ، رسائل كأنُها أُهديَت إليّ فقط ، رسائل تخاطب قلبي كي لا أحزن لأن الله مع من آمن به ، فَآية يقول فيها ربّي أن مع العسر يسراً و يكررها مجدداً حتى يمتلأ قلبي بِاليقين ، ذلك اليقين الذي لا ينطفئ بالله نور السماوات و الأرض ، و آيات تخلق أماناً في قلبي فلا يسكنه خوف و لا يقربه قلق .
سبحانك ربي ما أعظمك ..

الثلاثاء، 12 مايو 2020

تعلمت من القرآن #٣

نقل لنا القرآن الكريم قصص أقْوامٍ أسرفواْ في التمسّك بِأساطير خدّاعة هي أقرب لِلظنون منها لِلحقيقة ، و الحقيقة هي تلك التي يُسارع العقل السليم الى تصديقها .. و كيف يغفل الإنسان عن حقيقة أن لهذا الكون العظيم بما فيه خالق أعظم ، و لكن هو الكِبر .. تلك السِّمة ما أذَمّها ،  التي أدّت إلى هلاك كل حاملٍ لها و تعلقهم بمعانٍ وجدانيةٍ لا حياة لها و لا وجود ، فأنكرواْ سُبُل الحق التي لم تغِب يوماً عن مرأى أعينهم ، و لكن ما أعماهم كان أضلّ و أنكر .

الأربعاء، 6 مايو 2020

تعلمت من القرآن #٢

كتابٌ محكمٌ فصِّلت آياته بِأحسن الكَلِم ، خُطّت بِإتقان لِتنقُل لنا أسمىٰ العِبر ، كلمات عظيمة فيها من البلاغة ما يصمت أمامه أفصح لسان ، و معان تخضع لها جوارحٌ و قلوب ، أحرف تتحدى كل مخلوق .. من عالمٍ و خبير ، و إعجاز يكشف عن عجز متأصِّل في جنسنا البشري ، فإننا و مهما بلغنا مراتب في اللغة و مختلف العلوم ، تستوقفنا كلمة غنيةٌ بِمتقَن التعبير ، فَتُبقي الدهشة و الإعجاب في نفوسنا لأزمنة ممتدة .

الثلاثاء، 5 مايو 2020

تعلمت من القرآن #١

تعلمت من القرآن الكثير عن الأنبياء ، أفاضل الناس و أولئك الذين تميزواْ عن غيرهم من البشر  و رسل السلام الذين أفنواْ عقوداً و ما يزيد من أعمارهم للدعوة إلى خالق تتجلى عظمته في كل شيء ، جاهدواْ .. اشتعلواْ لإنارة الطريق لِغرباء اتخذواْ من حجارة و أشياء أخرى معبوداً يُمَجّد فضاعواْ و تشتتت أعباءهم .
وجدت في القرآن أحلى القصص عن تعويضات القدر و عناية الله بأنبياءه الذين حملواْ مِشعَل الهداية فحاول الجمع إحراقهم به ، أرادواْ خيراً و  قوبِلواْ بِعداوة منكرة و بِالمقابل أهداهم ربي مكاناً عليّاً ، فتح لهم أبواباً موصدة بإحكام ، شقّ لهم أنهاراً ، و أثلج ناراً كادت تؤذيهم ، و رسائل و تباشير أخرى تعني الكثير لنا و لهم قبلنا ، و ما يجدر ذكره عن هؤلاء الكرام منذ مولدهم .. و عن عظمة التعلق أتحدث ، تعلق قلوبهم بأمل لا يخيب ، سكون أفئدتهم بربهم الأعظم ، و حياة معمرة بألف حياة ، و سيرة يعطر شذاها أركان الحكاية.

الثلاثاء، 28 أبريل 2020

علمتنا الدنيا

صَدَق من قال أنّ الدنيا مدرسة .. نعم هي كذلك ، و نحن في رحلة محدودة الأجل نتعلَّم فيها و إن منَحتْنا الدنيا فرصة نُعلِّم .
يتعلم الإنسان من الدنيا ، من الناس ، و الأسمىٰ أن يتعلم المرء من نفسه .. أن يفتح لنفسه آفاقاً من المعرفة يسمو بها في مدارج البشر . علمتنا الدنيا أن السقوط ليس عيباً ، بل يكمن العيب في بقاءك ساقطاً بأرضك تأبى النهوض .. و أيضاً علمتنا الدنيا درساً آخر .. علمتنا أن كثرة الحديث من حجج الضعيف ، و أن الواثق حجته عمل ظاهر ، و أهم دروسها على الاطلاق عنّا .. أننا و إن ظفرنا يوماً بفرصة لنُعلِّم غيرنا .. إن وصلنا لما نريد .. إن بلغنا نجوماً سكنت في فضاءات سحيقة ، سنبقى مع كل ذلك بحاجة إلى الله في كل لحظة .

الجمعة، 24 أبريل 2020

رمضان مبارك 💛

و أخيراً حلّ علينا زائرنا المُنتظَر .. أقبل مبتغانا محمّلاً بالكثير الكثير من أوجُه السعادة و الطمأنينة ، محمل بلحظات حلوة  و ابتسامات و تحقيق أمنيات و كل ما هو كفيل بإجبارك على الإبتسام عميقاً.
حللت أهلاً و سهلاً يا شهر الخير و الرحمة ، يا من تقرّب نفوس قاحلة إلى ربها فترتوي ..
يا رب لا تجعل أيامه اللطيفة تنقضي إلا و قد أنزلت علينا أفواج من رحمتك و عتقتنا من نارك و أشهدتنا فيه بركتك و أصلحت فيه أحوال المسلمين في كل مكان .

الأربعاء، 22 أبريل 2020

هل؟

هل نحن ما نريد ؟ أم ما يريدون هم ؟ ألم يتساءل دماغك المرهق من عواقب الصدمات عن ذلك يوماً ؟ألم ترغب روحك يوماً بمفارقة هذا الجسد المطفي الذي تمتلكه ؟ أوَلم ترد ذاتك الرحيل يوماً ؟ و الإبتعاد بعيداً عن كل شيء و البقاء مع القمر في موعد طويل تطول معه الأنفاس و الكلمات و الأفكار و قلم واحد لكل ذلك ، ألم يستنفر قلبك و يثور على كل عمليات التشويه و الإستنساخ التي تعرض لها حتى يصير كائناً شبيهاً بتلك الصورة المتكررة من حوله ، تلك الصورة المبهرجة التي رُسِمت و حُدِّدت تفاصيلها منذ القدم بِيَد صور أخرى و نسخ عدة ، أنت مثل فلان و فلان كفلان آخر و جميعكم شيء واحد !

الاثنين، 20 أبريل 2020

خارج الظلال | out of the shadows

أَحقاً تعتقد أنّ ما تراه الآن هو الواقع بعينه ؟ أما زلت تظن أنك قد وصلت إلى الحقيقة الكاملة ؟
إذن ، وقع على عاتقي أن أبلغك حقيقة انت غافل عنها . إن ما تراه و ما تعرفه أنت لا يتجاوز كونه مسرحية أُعِدّت خِصيصاً كي تراها ، تصدقها و تعيشها .. إن جلّ ما سعيت لمعرفته لا يشكّل إلّا جزء بسيط من الحقيقة غير الكاملة ، ذلك الكنز الذي لن تصل إليه قدماك بخطاها القصيرة أبداً ، فِالواقع إنّ ما تعلمه أنت هو ما يريدونك أن تعلمه .. ومن هم ؟ تساؤل ذكي ! إنهم مهندسي المسرحية العملاقة التي تتابعها بكل تشوّق لمعرفة أحداثها ، تلك التي تصفق لها يداك ..تصفق عندما يريدونها أن تصفق ، كَدُمية مُتحكّمٍ بها .. عجباً لك و بئساً لأمرك !!

الأحد، 19 أبريل 2020

ستعتاد

ستعتاد .. صدّقني ، فإن مصيرك الإعتياد ختاماً .
إن كل ما تستصعبه الآن سيضحي قادماً روتينك اليومي ، و لن تعاني منه كما تفعل الآن ، و من عاش على موائد الخير سالفاً ..اعتاد الآن على ماء و خبزة ، أمّا ذلك الذي لم يفارق حجرته يوماً .. فقد ألِفَ الآن حياة الشوارع و اعتاد ، و أنت ستعتاد .

السبت، 18 أبريل 2020

هذه الأيام ستمضي ..

أعلمْ .. هي أيام عصيبة .. و لكنّها ستمضي لأنها لا تعرف البقاء ، ليست هي و حسب بل كلّ يوم تراه ثقيلاً .. كلّ يوم تعجز فيه عن التقاط نفَس بِراحة .. و كلّ يوم مرّ بِبطء قاتل و أنت تراقب فيه حبل المشنقة ، كله سيمضي و لا يوم باقٍ .. فَقِف بثباتٍ و اطلب الرحمة ، لا من الأيام بل من رب الأيام .

الجمعة، 17 أبريل 2020

الواقع

و واقعي أنني ما زلت أبحث عن حقيقة الأمور .. و لم أجد شيئاً إلى الآن ، إنه محض عالم مكتمل بالوهم منزوع الواقع ، و كأن كل شخص يعيش في عالمه الخاص ، محلّي الصنع ، و الذي لا حقيقة له ، و للخيال محبّون كُثُر ، و الحق أننا جميعاً بحاجة إلى الإنفصال عن الواقع في بضع مواقيت ، حينما يضحي التنفس محال ، و السعادة بعيدة المنال.

الأربعاء، 15 أبريل 2020

هل نستحق ؟

هل نستحق كل ما يحدث لنا ؟ 
هذا هو أول سؤال ينطلق من أفواهنا عندما تحلّ علينا أيّ معضلة ، و لكننا نعلم جميعاً في قرارة أنفسنا أن الأمر لا يتعلق بالاستحقاق .
و لكن إذن لماذا وقعنا في منتصف الحفرة ؟ و لماذا علقت أقدامنا في تلك البقعة ؟ و ببساطة الإجابة هي أننا لا نعلم .. جهلنا بالإجابة عن تلك التساؤلات هو الإجابة عنها .
و لك يا عزيزي القارئ و عزيزتي القارئة زاوية و دقيقتان لتفكر قليلاً .

الثلاثاء، 14 أبريل 2020

اغفر لي !

و لكنني فكرت كثيراً يا الله .. و بعد كل ذلك 
هل أستحق المغفرة ؟ بعد محاولات ، و جمع تكرارات ، و اكثر من توبة ، بعد أدمع فاضت و جفّت مراراً . يا الله .. إنّي حتى لا أقوى على المسامحة ، فكَيف و بكُل عجزٍ أطلب العفو منكَ ، و لكنني أرى في كلّ بعد عنكَ أمرُ مقربة .. كأنك تريني رسائلكَ في كل ما أراه .. كل آية عنكَ ربّي تريني سخاء غفرانك .. ترشدني إلى باب مفتوح لا يصَدّ أبداً ، و رحمات لا تنتهي .
فــ اغفر لي ♥

الأحد، 12 أبريل 2020

صباحات ,♥

تختلف صباحاتنا كثيراً عن بعضها ..فصباح أَمسي ليس كصباح يومي و لن يكون كالصباح القادم .. و صباحي أنا ليس كخاصته و ليس كصباحها هي .
هناك من يفتح عينيه بابتسامة و هو مُترَف .. و الأجمل أن يستفتح يومه المبارك بتوزيع زهور من التّبَسُّم على من لم يحظَ بصباح مثيل .. على من استيقظ و الدمعُ قد حيّى وجنتيه قبل كل شيء .. يهديهم ضحكة صغيرة لا تعادل الشيء الكثير في موازينه .. و لكنها تعدل دنيا و نصف حياة لهم .. أما عنه فقد أدّى شكراً بسيطاً لرزقِ يومِه .

السبت، 11 أبريل 2020

لحسن الحظ

لِحُسن الحَظ أنني ولدتُ في كنفِ والدينْ يستحوذان على مخزونِ العالم بأسرهِ من الحُب .. لذلك لم يحدث أن انطفأ إيماني بالحب يوماً .. و لن أخسرهُ أبداً .

الأربعاء، 8 أبريل 2020

ابتسمي

ابتسمي .. أَيليق بهذا الملمَح أن يهجره الإبتسام ؟
أَتعلمين ؟ أن ابتسامةٌ منكِ فقط تكفي لِتوقف ساعات الزمان ، لتنهي صراعات الحياة ، لتهزم قلباً أفرط في التعلُّق.

الاثنين، 6 أبريل 2020

٦ أبريل

صباح هذا التاريخ المعطر بالخلود .. إنه صباح يختلف عن كل صباحات الدنيا .. اليوم الذي أشرقت شمسٌ أخرى غير التي نعرفها .. و كأنها تشرق للمرة الأولى .. تلك اللحظة التي أشرق معها وطن كامل .. و أُشعِلَت بها نيران الحرية ..
٦ / ابريل / ٢٠١٩ ♥
قيادة التاريخ...

الجمعة، 3 أبريل 2020

٣ ابريل / ما تحتاجه اليوم .

إذا كانت القراءة هي غذاء الروح .. فالكتابة هي دواءها
إذا كانت السعادة هي ملاذ المرء .. فالرِّضا هو أوسع أبوابها
و إن لم تمتلك حكيماً يُخبركَ بكلِّ ما سبق .. فمشورة من صديقٍ ، محبٍّ لك تعادل كنزاً غنياً بثمار الحب 💌

الخميس، 2 أبريل 2020

لأننا لا نملك سوى القليل من الخيال أحياناً *

قف لبرهة و تخيّل معي ..تخيل لو افترشنا الأرض زهراً .. لو مهدنا الطريق إلى أحلامنا بأصابعنا الصغيرة و ذُقنا متعة الوصول .. لو أمسكنا بقلم أصفر و خططنا قصتنا التي لا بداية لها و لا نهاية .. ثم قف قليلاً و تخيّل اذا ما امتلكْنا النّعيمَ و تملَّكَنا .. إذا ظفِرنا بما نريد .. فقط تخيل .

الثلاثاء، 31 مارس 2020

إلى أين ؟

يمشي على ضفاف الأيام .. يصارع عقبات الزمان .. و يتقدم بين صفوف التاريخ .. إلى أين ؟
إلى وجهة مجهولة .. ضائعة بين البشر.
بسيطة هي و أين البساطة فيها ؟
عمالقة يطاردون صغاراً و هم منهم !
حياة بلا حياة .. تتزين بكفن أبيض .
محاطين بابتسامات صفراء ، سوداء ، لا يهم !!
و ملفات مغلقة من كل الجهات .. مشتتة ، و أشياء من هذا القبيل .. أو لا شيء .

السبت، 28 مارس 2020

الأمل

أتعلم يا أخي ما الذي يغذينا ؟ 
إنه الأمل .. هو ما يمسك بأيدينا و يبقينا على حافة الصمود .. نتشبث به طلباً للبقاء .. فيمنحنا بضع أنفاس كوقود لنكمل المسير .. لا تخسره .. لا تخسره .. لأنه هو كل شيء .

الأربعاء، 25 مارس 2020

ذات الحلم ..

ما يزال الإنسان مرتحلاً في رحلة البحث عن ذلك الشخص الحلم ، ذلك الشخص الذي يستطيع أن يبكي بين يديه دون أن يخشى شيئاً ، الشخص الذي يستطيع معه أن يقول كل ما يجول في جوفه بكل حرية دون أن يقلق من سوء فهم قد يحاصره ، و يستطيع أيضاً اخباره بتلك الأسرار أسيرة قلبه دون خوف من فضيحة ، و يظل يرتحل و يرتحل إلى أن يكتشف أن ما كان يبحث عنه ما كان سوى سراب ، و أنه هو الشخص المنشود منذ البداية .

الأحد، 22 مارس 2020

هم لا يعلمون ..

هم لا يعلمون شيئاً ، لا يعلمون عن الكثير مما يحدث بداخلي ، لا يرون ما أخبئه و ارهنه طي الكتمان ، و لكن ..
ألا يحسون ؟ !!!!

السبت، 21 مارس 2020

مكة القلب


و مع كل عيد يتجدد شوقي للقياها .. عام بعد عام ، و تمضي حياتي بأسرع من غمضة عين و أنا في انتظار لحظة أروي بها ظمئي .. لحظة تجمعنى بمأوى الروح و طمأنينة الفؤاد ..و يظل قلبي متعلقاً بأسوارها ، مآذنها ، ساحاتها ، و كعبتها التي منها تسرى السعادة و تعرج إلينا ، مع كل تكبيرة ، تلبية و تهليلة أرجو من ربّ هذا البيت بأن يمنّ عليّ بشرف رؤيتها ، و بسرور قربها ، و أن يجمعني بها في ميعادٍ لا ينتهي ، بل تتوقف فيه حركة الزمن و الكائنات ، و يستمر جريان عنفوان حبها بداخلي ، فتغذيني ويُكتَب لي من بعدها عمر جديد ، بروح جديدة و حياة جديدة جُلّها سعادة و صفاء .
فيها ألتقي بذكرى خليل الله إبراهيم .. و أسلّم على أريج سيد الخلق محمد .. و أصغي إلى تكبيرات آل البيت .
و لا أودعها .. فقد طبعت صورتها في قلبي .. و شرح بها صدري .. فما لنا من وداع .
.
و ما تُراي فاعلة إذا ما ذاب القلب إشتياقاً للقياها ؟

الأحد، 15 مارس 2020

الحلم

إن أكثر ما يميز الحلم هو انه باستطاعته ان ينقل الشخص من شخص فاقد لكل شيء ، الى شخص يملك كل شيء .

السبت، 14 مارس 2020

ليس كما نظن .

ليس كل ما تراه كما تظن ، لأنه يوجد الكثير الذي أنت لم تره في ذلك بعد 
و ليس كل شيء على ما يبدو عليه دائماً ، فكل شيء تختبئ وراءه ألف قصة و قضية ، اسعَ للحقيقة دائماً و لكن لا تجهد نفسك بالسعي نحو اكتشاف كل أمر متخفٍّ تحت ألف غشاء ، و لا تجعل نفسك مكشوفاً تماماً للأعين ، و الأهم من ذلك كله لا تحكم على أي أمرٍ أو فرد من خلال نظرة سطحية ، أو كلمة عنصرية .
الأمر بسيط ليس كما تظن أنت !

الأحد، 8 مارس 2020

نتعلق دائماً بما يسعدنا ..

نتعلق دائماً بما يسعدنا ..
نصنع له عرش بداخلنا ، لأن الفرح هو مبتغانا الدائم مهما تشتتنا بمرار الواقع ، سنظل نبحث عن ذلك الشهاب الذي يلمع وسط الظلام .. منادياً بتوهجه عيوننا ، فتستحيب له قلوبنا ، و يتضح تأثيره بوضوح على قسمات وجوهنا المثقلة من تحديات لا تنتهي ، كلنا نعلم أن القلب لا ينسى الفرح يوماً و لكننا ننسى ذلك أحياناً .

الجمعة، 28 فبراير 2020

الرضا حقيقة خالدة

رسالة اليوم :
ربما لا يكون اليوم هو أفضل أيامك ، و لكنه حتماً قد لا يكون أسوأها على الإطلاق ، كل ما يحتاجه الإنسان لكي يمضي و يتنفس هو الرضا ، لذا أضحى بإمكاننا القول أنّ الرضا هو اكسير الحياة و سرها ، هو السعادة التي نبحث عنها ، ارضَ بكل ما تراه امامك .. و احمد الله أنك ما زلت ترى ! و لا تجعل الحزن يلامس عينيك إن لم يكن هناك مكان له .
ما خلقنا لنُعذَّب فإن أوتيت الرضا فقد أوتيت خيراً كثيراً ، هذه الحقيقة الخالدة في حياتنا .

جميلة أنتي

جميلة أنتِ بكل ما فيكِ .. عزيزة أنتِ كثيراً .. و نعيم الدنيا بأكمله في عينيه
أشرقي دائماً و تألقي لأنه أنتِ ابتسامة كافة العصور .. و جميلة دنيانا .. أنتي فتاة ، امرأة سيدة و آنسة و أم .. أنتي كل شيء .. أنتي الجميع !

الجمعة، 21 فبراير 2020

نصف فلسفة أو نحو ذلك

أستصعب البقاء عليها بشدة ،
 أصعبةٌ هي الحياة إلى هذا الحد ؟
 أم هي سهلة لدرجة أن يوماً واحداً فيها يعادل ألف موت و ميلاد؟
 دقائق تتقاسمها مشاعر و أحاسيس متضاربة ، تناقضات تسيطر على تفاصيلها ..
ما بين خيرة و استخارة ، و قطرة مطر و مائة حجر ، و جموع من البشر ، نعيش في محيطنا الضيق المتسع للغاية في أعيننا ، نحاول إخراس ضعفنا لننعم بشيء من رحيق القوة و العظمة ، فتمرّ علينا لحظات نودّ لو نتملص فيها من كل شيء .. نتمنى لو نتجرّد من كافة اعتباراتنا ، و أن نجرب الاختلاء بأنفسنا في موعد لا يعرف الختام .. موعد يقتل كل وساوس الإنتقام .. موعد صلحٍ مع النفس .. بل تعارف خجول كطفلٍ في يومه المدرسي الأول نحو مسيرة حافلة .. تقلبات و تقدمٌ بطيء بثبات و هكذا نمضي و تمضي الأيام بنا في هذه الرحلة .

الجمعة، 7 فبراير 2020

يوم رائع ..

اليوم كان يوماً رائعاً ، قضيت ساعات من المرح و السعادة ، حصلت على وقت مميز جداً .. انها أفضل بداية باسمة لعطلة نهاية الأسبوع !
شكراً ربي .. شكراً يا الله 
شكراً لأنك تثبت لي دوماً أنك لم و لن تتخلى عني و أنا بأسوأ حالاتي ، ستداوي قسوة الدنيا عليّ ، و تشفي جروحي .. بعد أن مررت بأيام أراها أسوأ ما مرت بي من أيام ، ترسل لي رحمات و ابتسامات من السماء ، لأكون أفضل  لأنك بي رؤوف رحيم .. و حسب ، لأنك الله ❣
~
لا تكتفي بقولها .. فلتعِشها .. اتمنى لك الحياة التي تتمناها 

الأربعاء، 5 فبراير 2020

الثلاثاء، 4 فبراير 2020

بسم الله

بسم الربِّ السلام .. أفتتحها بالسلام 
"السّلامُ عَليكُم و رَحمةُ اللّٰهِ و بركَاتُهُ"
هي تحية تخطت كونها عُرفٌ ديني ، هي تحية تميزت بين التحايا و الكَلِم منذ عصور انسانية عتيقة ، هي حروف لا تؤدى إلا بإبتسام ، هي وسيلة التواصل الاولى بين الارواح .. هي أعمق من ذلك ..
مرحباً و من هنا أبدأ .