يا من في غرناطة ترقدُ
أَهان عليكَ بريقها المتوقدُ ؟
هي شمعة بدين الله قد عبقتْ
و لمجدها رَخُص الدم و الفِرِنْدُ
لا طالبٌ ثأراً و لا راغبٌ عتباً
أنا العربيُّ الحرُّ في مرج العدو !
من بعد ما ملكنا نصف أراضي الدنى
و امتدَّ حكمنا شرقاً و التقينا بمغربِ
أَعجزتَ عن ابقاءها آمنة في حضنِ الأبِ؟
و تشجعت بعدها دمعات قد أحرقت المقل
فصرخت عائشة بِميّتها يا رجل !
أَفرغت من عمل النساء بالوطن المبجّل ؟
و انهالت عليكَ كلماتها كالنبال في عمق الصدر
أماه لم أقدر
أماه لم أغفر ..
أما يا أماه ..
ما للخيانةِ في نفسي مستقر .
و اشتعلت صفحات تاريخها البسّام
بلهيب الخيانة المنتشي الدنِسِ
و أُطفِئَ نورٌ كان يصافح العُلا
بغياهب الفتن في مأتمٍ تعِسِ
أَتُباعُ جنان الأرض من بسيط أهلها ؟
و ينالها من ليس لها حافظ و لا أهل !
أَيتخلى القائد عن رماحه بمقتتل ؟
و يهلك بصمتٍ على سطح فراشه البلل
أَغرناطةُ تُهدَى التخلّي؟
أَغرناطةُ تُسقى الهجر ؟
أَغرناطةُ سقطت بيدٍ غير مسلمةٍ ؟
إلى جنة الخلدِ أبا عبدالله برحمةِ ربنا
و من بعدك نبكي على أندلسنا
على زهاء أطلالنا
نبكي على بقايانا
و نستعيد ذكراكم بلوعة تمرُّ بجوفنا
و نرى بحاضرنا خطايا تعاد بحمقٍ يريب ألبابنا
و يتراقص الثعلب بطربٍ في عمق دارنا .
إلى نعيم الخلد في تاريخنا .
كانت غرناطة و كانت قرطبة
و كانت سرقسطة و كانت طليطلة
و كانت اشبيلية و كانت بلنسية .
و كانت ....
و صارت ....