الاثنين، 22 أغسطس 2022

حلم من جديد

 رأيت حلماً من جديد، ولا تتوقف الأحلام عن ملاحقتي !

كان واقعياً غريباً، بعيداً قريباً، مشوش وشديد الوضوح، كان شيئاً من كل شيء بداخلي، إفرازات عقلي ومزيج من الرغبات المضغوطة بعنف داخل أحشائي، نداء مدفون قرر أن يخرج على هيئة طيف يزورني في المنام ليثبت وجوده ويرسخ أركانه .

خرجت من لساني "يا رب" من الاعماق، وكأنني أناجي الله للمرة الاولى .. والأقوى على الإطلاق، كانت مختلفة، يملؤها الرجاء ويكسوها الخشوع، ما الذي جعلني أتفوه بها أو بالأحرى ما الذي جعلها تشقّ طريقها من واسطة قلبي إلى أطراف لساني ؟ لقد كانت دعوة من أحدهم .. أمنية لطالما طلبتها من الله، أمنية أخفيتها أكثر مما أظهرتها، أمنية أسكنتها في قلبي وعانقتها، أن أعود .. أن أعود !

كنت أقول وكنت أستمع وكنت أريد أن أقول المزيد، كانت بداخلي أحاديث لا تنتهي .. أيعقل أننا نقول كل شيء لا نستطيع قوله في الواقع في أحلامنا، أيعقل أن عقولنا تسأم ويصيبها الضجر من كتماننا فتبوح على طريقتها، أيغنينا البوح سراً في المنام عن البوح الحقّ على الأرض ؟

قطع صوت الهاتف حلماً كنت أود أن يستمرّ، لتتوافد دموع من عيني حزناً على شوق لم يتم إشباعه، وحلم لم يكتمل، وواقع يعزز البعد ويذكرنا بالفراق، لينطلق تساؤل حول رأسي يقول لي : لماذا يتعلق المرء بأحلامه إلى تلك الدرجة ؟ 

ولتكون الإجابة ببساطة :

لأنها تُحدِّث عنه !