الخميس، 18 أبريل 2024

تساؤلات: الأمان

 ما هو الأمان إن احترفت المشاعرُ التواريَ والإحتماء؟ ما هو إن أخمد التخوّف من الإفشاء لهيبها وأشعل لوعتها؟ ما هو إن اكتست وحدة على وحشة؟

أم أنّ الأمان هو مسمىً وظيفي مختزلةٌ قيمته في كونه (مسمىً) وفقط، دون أيّ وظيفة تُذكر أو عمل.

إذا ما كان يكمن منبعه في بواطن الروح، فلِمَ يهلك الإنسان نفسه في تقصّي أثره في الآخرين؟ ألم يكونوا شيئاً من الجحيم الدنيوي؟ كلما تنفس المرء في هذه الحياة فهو محكوم بالتمرّغ في أوحالهم المنتنة كل يوم وليلة، ليس الفيلسوف من قالها بالمناسبة، بل كانت نفسه البشرية التي نملك منها بين جنبينا.

هل كبرنا إلى الحد الذي توقفنا فيه عن البحث عن الأمان ورضينا بالتفاوض مع الخطر حتى النفس الأخير؟ لم تضحي الحياة غاية أو جزءًا من غاية بأي شكل من الأشكال بعد الآن، وتوقف الأمل عن كونه رحيقاً، ليصبح ماء، مع أولويته يظل متواضع المزايا، ليس سحرياً يعني!

حتى هذه النقطة، توقفت التساؤلات عن ملاحقة الأجوبة، اختارت لمرّة أن تستقلّ بمرارة نقصها، وأن تستغني عن نصفٍ يمنحها نهاية لطريقها، حتى هي لم تعد تقوى على السير، تخلّت عن حلّة تتوّجت باستفهامها، واختارت ثوباً من اللاشيء مرصعاً بإنتفاء الإنتظار، وانتصرت على الرحلة فقط عندما خسرتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق