الأحد، 25 ديسمبر 2022

ساعات أكثرُ من أن تُعاش !

 حينها فقط تنبهت إلى أدق التفاصيل، رأت قلب الوردة لأول مرة، سمعت حسيسها، تحسست نبضها .. رأت الأشياء غير الأشياء و مات الإعتياد ذبيحاً، ومن بعد ذلك تساءلت، "هل أنا أبصر لأول مرة ؟"

تجوّلت فأحست بالهواء يعبث بردائها ويدغدغ أرنبة أنفها، حينها فقط جربت التحليق عوضاً عن المشي .

كان الموعد الأمثل لتتعرف على نفسها من جديد، كصديقة دائمة أو صديقة جديدة، لتتكشف مواطن الإختلاف والتجديد، ومواطن الحفظ و الإبقاء، لتسألها الأسئلة المعتادة فتجيبها بأجوبة غير معتادة، ليبدأ الحديث بلا ترتيب وقوالب، حديثاً تلقائياً صافياً، لتتحرك العيون بلا سكون، و يهدأ ضجيج العقل بلا اضطراب، لتمتزج كل الألوان لوناً واحداً ولتُخبز الكلمات ولا تؤكل، ليستذكرن الدروس سوياً ويتبادلن العلوم مطولاً، ألا يستحق كل ذلك أن نقتطع من الأربعة و العشرون خاصتنا ؟ أليس جديراً بأن يمنح استحقاق الزمن ؟ نعم يستحق .. و نعم جدير بذلك .