الخميس، 11 مارس 2021

الإسراء و المعراج

بسم الله الرحمن الرحيم

"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" سورة الإسراء ، الآية (1) .

...............................................................................................

و مع ختام يومٍ يحمل تاريخاً مميزاً عند جموع المسلمين ، تاريخ يحمل معه ذكرى عظيمة تذكرنا بنبي و معلم عظيم حمل على عاتقه هم هدايتنا مع السابقين من قبلنا ، و تذكرنا هذه الليلة كيف يكون الفرج من عند الله مهيباً و المواساة جليلة ، فلذلك لا بد لنا من الحديث عن هذا الموعد المقدّس حتى لو كان بإيجاز لنعبّر فيه عن شوقٍ امتلأت به قلوبنا و عن يقين تزهو به نفوسنا .

فعندما اشتدّ الهم بنبينا و أثقل كاهله الحزن في عامٍ فجع فيه بأحبائه ، أكرمه الله بحادثة الإسراء و المعراج ، تلك المعجزة التي شُرِح بها صدر النبي الكريم و سرّي بها عنه ، و أبدل فيها غله إيماناً و حكمة . 

 و أظهره الله على قومه بالحق و الإعجاز بعد إعراضٍ شديد من حاشية الطائف ، و أذى قريش الذي لا يهدأ ، فحاز على النصر و التأييد من رب العباد و الملائكة أجمعين ..

 و ارتقى مع جبريل فالتقى انبياء ربه في السماوات العلى بفضلٍ من الله تعالى عليه ، حتى بلغ عرش ربنا فأُنطِقَ بالتحيات فكان ردّ نبينا "التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ وَالصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ".

 هي رحلة أشهر و ليال طوال في ليلة واحدة ، ما بين مكة الطمأنينة و قدس السلام ، أطهر بقاع الأرض و أحبّها لكل مؤمن ، أراضٍ بالمعجزات و هدي الأنبياء معطرة ، و تاريخ مشرقٍ بسّام ..

و برحمة ربنا قد قاربت الرحلة على الإنتهاء بعد يسرٍ و فضل من الله لنا ، بخمسين فرضاً قلصّت إلى خمسٍ يكتمل بها اليوم و ليلته ، خمسٌ فيها رواحنا و ارتياحنا ، خمس تتجدد فيها صِلاتنا بخالقنا و تترسخ بها عقيدة الإيمان في قلوبنا .

سلام عليكم معشر الأنبياء الكرام و نبينا المختار المصطفى خاتم هذه الرسالة المقدسة ، و رحمة للعالمين .

و بهذه المعجزة نحتفي ، و بدين الله تشرق حياتنا و بذكرى نبينا عليه صلوات الله و سلامه تسعد قلوبنا و تضحك أعيننا ، و لكل حدث من سيرته الطيبة مكانة سامية في قلوبنا .