الاثنين، 21 ديسمبر 2020

شوقٌ أندلسي و رثاء مجد مضاع



 يا من في غرناطة ترقدُ

أَهان عليكَ بريقها المتوقدُ ؟

هي شمعة بدين الله قد عبقتْ 

و لمجدها رَخُص الدم و الفِرِنْدُ

لا طالبٌ ثأراً و لا راغبٌ عتباً

أنا العربيُّ الحرُّ في مرج العدو !

من بعد ما ملكنا نصف أراضي الدنى

و امتدَّ حكمنا شرقاً و التقينا بمغربِ

أَعجزتَ عن ابقاءها آمنة في حضنِ الأبِ؟

و تشجعت بعدها دمعات قد أحرقت المقل

فصرخت عائشة بِميّتها يا رجل !

أَفرغت من عمل النساء بالوطن المبجّل ؟

و انهالت عليكَ كلماتها كالنبال في عمق الصدر 

أماه لم أقدر

أماه لم أغفر ..

أما يا أماه ..

ما للخيانةِ في نفسي مستقر .

و اشتعلت صفحات تاريخها البسّام

بلهيب الخيانة المنتشي الدنِسِ

و أُطفِئَ نورٌ كان يصافح العُلا 

بغياهب الفتن في مأتمٍ تعِسِ 

أَتُباعُ جنان الأرض من بسيط أهلها ؟

و ينالها من ليس لها حافظ و لا أهل !

أَيتخلى القائد عن رماحه بمقتتل ؟

و يهلك بصمتٍ على سطح فراشه البلل 

أَغرناطةُ تُهدَى التخلّي؟

أَغرناطةُ تُسقى الهجر ؟

أَغرناطةُ سقطت بيدٍ غير مسلمةٍ ؟

إلى جنة الخلدِ أبا عبدالله برحمةِ ربنا

و من بعدك نبكي على أندلسنا 

على زهاء أطلالنا 

نبكي على بقايانا 

و نستعيد ذكراكم بلوعة تمرُّ بجوفنا 

و نرى بحاضرنا خطايا تعاد بحمقٍ يريب ألبابنا 

و يتراقص الثعلب بطربٍ في  عمق دارنا .

إلى نعيم الخلد في تاريخنا .

كانت غرناطة و كانت قرطبة 

و كانت سرقسطة و كانت طليطلة

و كانت اشبيلية و كانت بلنسية .

و كانت ....

و صارت ....