الثلاثاء، 14 مارس 2023

الزنزانة

 هل نستحق قسوتنا ؟ أم لا وجود للفرص في مواجهة النفس وعثراتها ؟ يُعدم التسامح ويموت اليسر، ونختلي بسياطنا مع أنفسنا، نمتهن العنف وكأن العقاب هو من يحمل مسؤولية تقويمنا، ونتبنى المنهج البهيمي لعل النتيجة تأتي أوثق، ثم تصيبنا الدهشة مما صارت إليه تلك النفس المنهكة، المظلمة، الجوفاء، تلك النفس التي تتلقى الضربات من كل الجهات حتى منها .

لماذا لا نقبل إعتذاراتنا، نمسح على رؤوسنا مرددين بنبرة حانية "لا بأس .. سنخطئ ونتعلم، وسنسامحنا في كل مرة"، بلا شحّ في الفرص، ولا إسراف في الأحكام، بتلك الدفعة إلى الأمام دون تلك الجلسات الممتدة في تأمل خيبات الماضي ونقمها .

هي لا تهون .. عثراتنا التي آلمتنا، ولكن اختيارنا بالبقاء في ذلك الألم لأطول مدة ممكنة هو ما يخنقنا، يشدّ وثاقاً لُفّ حول رقابنا، يبدد مسيرنا ويعيق رؤيتنا، تلاحقنا أشباحنا ليلاً ونهاراً، نود الخلاص ولكننا لا نختاره، بل نخترع اختيارات أخرى أكثر إيلاماً، ثم ننتظر من الحياة ما ينبغي أن نأتيه بأنفسنا !

ننتظر الدواء لجرح نحن من أحدثناه .. رباه كيف ندمر تلك الأرواح التي وهبتنا إياها .. سامحنا .

إن كانت المحاسبة حياة .. فيبدو أننا نحيا أكثر من اللازم !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق