الثلاثاء، 5 يوليو 2022

وجوه

 وجوه شتى مررت بها في حياتك .. وجوه سجلت حضوراً ووجوه توارت سريعاً .. وجوه لا تفارق مخيلتك وأخرى اختفت في براثن النسيان .. وجوه تخفي وراءها ما لا يشبهها ووجوه تحمل ألف حكاية في ملامحها .. وجوه علمتك أن هؤلاء ليسوا مجرد وجوه بل كيانات وقلوب وعقول .. قصص كاملة انضمت إلى قصتك الخاصة لتصبح مشهداً متناغماً مع مسرح أحداث حياتك أو ربما .. مجرد لا شيء !

كم من هؤلاء هم الآن معك ؟ كم من هؤلاء أحدثوا تأثيراً عليك ؟ كم منهم من نادته روحك وتلقت جواباً ؟ ليس الكثير؟ بالتأكيد !

قد يكونوا محطات وقد يكونوا سيّاح قدمواْ في رحلة سريعة إلى عمق قلبك وغادرواْ بصمت بعد تلك الرحلة المثيرة التي خاضوا غمارها.. ولكن ما هو موقعك بين هذه الوجوه ؟ 

هل أنت ذلك الزائر الذي استعجل بالرحيل ؟ أم المقيم الذي أطال المكوث قليلاً ؟ أم المستوطن الذي تعهد بالبقاء ما بقي له من العمر ؟

هل تركت أثراً بارزاً في كل من التقيت أم اكتفيت بالعبور خفيفاً كنسمة هواء يتيمة ؟

وما الجدوى من أن تكون أكثر من مجرد وجه في عالم يتمخض فيه الوجه عن ألف وجه يختبئ خلفه ؟ هل تعتقد أن أجوبة هذه الأسئلة مهمة حقاً ؟

طوال عمري اكتفيت بطرح التساؤلات لأنها في حد ذاتها تحمل اجوبة لتساؤلات أخرى، ولأن الجواب عامل متغير لا يمكن الوثوق به، لذلك كان منح الثقة أولى للسؤال لا الإجابة .. تلك التساؤلات التي لا تنتهي إلا بانتهاء الحياة !

ونعود لنختم بسؤال آخر كما جرت العادة .. هل أنت أكثر من مجرد وجه ؟ 

*لا أنتظر جواباً بكل تأكيد، ولكن لك الحرية في ذلك*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق