الخميس، 14 يوليو 2022

هروب

 ويستمرّ مسلسل الهروب إلى ما لا نهاية، ولكن هذه المرة تجاوز الأمر حد الهروب من المحيط بكائناته إلى الهروب من نفسي .. من حقيقتي .

أهرب من تاريخي وذكرياتي، أهرب من واقعي وأحلامي، أهرب من مسؤولياتي وفراغي .. إلى أين ؟ إلى اللاشيء أو إلى عبثية الأشياء .

إلى البعيد جداً أو إلى الأقرب إليّ .. إلى أعمق نقطة بداخلي أو إلى آخر بعد على هذا الكون .

لا مكان لـ "لماذا" .. لا مكان للسببية في هذه الحكاية .. هذه السلسلة التي لا تتوقف .. هذه السلسلة التي أفرزت لي قناعة جديدة بأن الحياة ليست إلا رحلة هروب، وأننا عالقون فيها مجبرون على مجاراتها .

لماذا نميل إلى الهروب ؟ ولماذا ينصحنا الحكيم من البشر بالمواجهة ؟

أقف بين هاتين النقطتين في منطقة العدمية، ما بين هروب ومواجهة وما بين صوتٌ قلبيّ وآخر عقليّ، لا أرجح أي كفة إنني فقط أحافظ على موقعي المتردد نفسه، بين البين، وكأنني خلقت للبقاء بين الأمور، وكأن المنتصف هو مأواي .

أتأرجح ما بين الثبات الرمادي، وما بين التشتت الأسود-الأبيض، وأحاول إيجاد المكان الامثل عند كل خطوة .

هي هكذا النفس البشرية متأرجحة، تكره الثبات وإن اختارته، فليس بيدها إلاّ اختيار الحركة أو الثبات على الحركة إذاً في كل الحالات هي لن تسكن ولن تتوقف عن الخفقان إلا بموتها .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق