الثلاثاء، 27 يوليو 2021

في السماء أجد ذاتي


السماء


 تربطني بالسماء علاقة وجودية ، فكلما ابتدأت يومي عمدت إلى نافذتي لألقي عليها نظرة تمنحني طاقة ليوم ابتدأ للتو ، و كلما تأملتها وجدت فيها سكون العالم و طمأنينته ، طاقته و حيويته ، حتى غضبه و انفعالاته ، بين غروب و شروق تختزل قصة يومي ، ليل و نهار يمثلون فصول شخصيتي ، أختصر قصتي بسماءٍ شديدة الإختلاف عن الإنسان ، لكن بمجرد التأمل فيها أجد ذاتي ، أراها شبيهة بإنسان متزن يمضي في هذا الحياة ، ما يميزها هو استمرارها في نظامها بتوازن و صمود مطلق ، من بديع صنع الخالق ، هو بديع السماوات و الأرض .

 سماء واحدة سحرت عيني و حتى عقلي فكيف بسبعٍ أخر أتقن إرساءهن ؟

إن أردت شيئاً من سحر الكون ، ارفع نظرك و تأملها .. و إن احتجت بعضاً من المواساة فلا تزيح نظرك عنها .. هي مزيج من كل شيء ، هي الهام الكاتب و مواساة الحزين و راحة المجهد و نشوة المتأمل و فلسفة المتعلم ، هي نعمة الله المحمودة إذا أمطرت ، و عقابه إذا سخط ، هي رحيق الإيمان و الطريق إليه ، هي من يجد فيها المرء طمأنينته و يشارك معها أسرار قلبه .

العلاقة بين الإنسان و السماء علاقة وجودية مستمرة لا يمكن التغاضي عنها أو تجاهلها ، فتلك السماء من فوقنا تحب فرض سطوتها علينا فتأسر عيوننا بهيمنة طاغية ، لتذكرنا بأنفسنا ، بقيمتنا ، بضآلة أحجامنا ، و حاجتنا لربنا في كل حين ، لتمنحنا من دفء الوطن و تطفئ أشواقنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق