الثلاثاء، 10 أغسطس 2021

هل تحتاج هذه الرسالة اليوم ؟

 جميعنا نبحث عن قصة نجاح لأنفسنا .. و مقعد راحة أيضاً 

و لكن هل يكفي كل ما نقوم به من جهد  حتى نستطيع تحقيق ذلك ؟ هل تكفي طاقتنا لتجاوز كل تلك الحواجز و العراقيل و الوصول إلى نهاية الطريق ؟ بل هل هناك وجود فعلي لنهاية ذلك الطريق ؟ أم هي بداية أخرى تكمن مع كل مكافأة إنجاز نمنحها لأنفسنا ؟

أنا أؤمن بأن كلّ إنسان يمتلك بذرة نجاح مضيئة بداخله ، و ما عليه فعله هو فقط أن يفتش عنها و يكتشفها ، و هنا ستكون نقطة بدايته ، هنا فقط سيمسك بالقلم و يبدأ بكتابة نجاحاته ، أؤمن أيضاً أنّنا ما دمنا سائرين في هذا الطريق فنحن بحاجة إلى ربنا عند كل مسيرة و محطة ، نحتاج أن يمنحنا الطاقة للمواصلة و نحتاج ذلك الأمان الذي يعتلي أفئدتنا بمناجاته ، و الأمر الآخر الذي نحتاجه هو فكرة ، و الإصرار عليها .

يقولون أن كل مشروع يبدأ بفكرة .. نعم هذا صحيح .. أنت تحتاج إلى تلك الفكرة التي تظل تتجاهلها و تتظاهر بالإنشغال عنها .. تحتاج أن تسعى لها و تصنع لك مصيراً آخر و حياة بِلَون آخر .

أما فيما يخص مقعد الراحة .. فمن يهوى المعالي لا ينبغي أن يتوق إليه كثيراً .. هو فقط حلوى صغيرة تحصل عليها بعد يوم مليء بالعمل .. و منام هادئ تكسبه بعد تعب متواصل .. فقد تعلمنا من كتب التاريخ أن أبطالنا الذين نحتفي بهم هم أقل الناس حصولاً على هذه الإستراحات .. يتملكهم شوق لاذع إلى تحقيق الإنتصارات المتتالية دون توقف .. و هل يفوق ذلك قدرة الإنسان ؟ بالطبع لا ، ما دام أولئك قد تمكنواْ من تحقيقه .

توكّل على الوهّاب ، و اسعَ لتحقيق أحلامك حتى و إن بدت لك مستحيلة ، فهذا العالم لن يمنحك ما تبتغيه إذا ما ظللت قاعداً لا تحرّك ساكناً .. إذا ما طاوعته و فعلت ما يريد هو ، لن تحصل على شيء بالمقابل بل ستمحى من ذاكرة التاريخ سريعاً .. أما إن كنت تؤمن بنفسك .. إن كان حلمك يستحق السعي .. فالتمرد واجب أحياناً .

إن سار العالم إلى حافة الهاوية .. تمرّد و اخلق منطقة أمانك .. و سر نحو ذلك الضوء الذي لا يراه أحد سواك .. لأنه هو الحقيقة و ما دونه سراب .

إنّ عبيد و أسرى هذا العالم يفضلون النوم كثيراً لكي يحلمواْ .. و لكن القلّة هم من يتحدون العالم لتحقيق أحلامهم ، كن معهم ، الأمر ليس آمناً و لكنني أعدك بأنه مجزٍ حقاً .

ستسقط في حفرة .. ستُطعَن في ظهرك و أحياناً في عمق قلبك .. ستتعلم الكثير من الدروس التي لن يكون لديك وقت لمراجعتها كرّة أخرى .. ستتعثر بحجر ما أو عدة حجارة  .. ستمرض و يصاب جسدك بالوهن و لكنك سَتُشفى .. ستمرّ من جنان خضراء و أنهار جارية و ستضطر لمفارقتها فقط لتكمل الطريق .. ستصمت كثيراً و ستحتاج إلى الكلام أكثر .. ستحارب و لن تتوقف عن المحاربة و إلا فستركع خاسراً .. ستجد الحب و الكره .. و تختبر السعادة و الحزن .. و تعيش لحظات من اليأس و ساعات من الأمل ، و الأظهر أنك ستبكي كثيراً ، فأطلق العنان لدموعك و لا ترهنها حبيسةً تحرق جوفك .

إنني لا ألخص عليك مراحل حياتك في هذا النص البسيط ، و لكنني فقط أودّ أن ألفت انتباهك للعديد من المحطات التي من المحتمل أن تصادفها في رحلتك ، و التي أنت تعلمها جيداً و لكنك في كل مرة تتصرف و كأنك تصادفها لأول مرة بسذاجة و جهل غريب ، يجب أن تكون مستعداً لكافة الإحتمالات و دع القدر يحلّ .

نعم ستواجه مواقف لن يستطيع عقلك استيعابها .. لن تتمكن روحك من تحملها .. ربما ستُضيع الطريق و تسير وحيداً تائهاً .. أو ربما ستضطر إلى التوقف و تغيير كل شيء ، و لكنك لن تكون بحاجة إلى العودة للوراء إطلاقاً ، و لا تمتلك هذا الخيار أساساً ، فلا تلتفت خلفك بشكل فارغ ، فالماضي ورقة مطبوعة لن تغير فيها شيئاً .

 لا تتخلى .. لأن الأصعب من كل ذلك هو التخلي .. هو خسارة باهظة الثمن .

لا تتخلى عما يسعد روحك و يمدها بالطاقة و الدافع ..و تذكر أنك تعمل لآخر يوم في حياتك ، و لما بعده .

إنني أعلم بحق أنك لست بحاجة إلى من يعلمك هذه الأمور .. أو ربما أنك تمرّ بظروف عصيبة جعلتك تشعر بالعجز و تحتاج إلى تذكير بسيط .. فساقك الله إلى هذه الأسطر التي أرجو أن تكون قد أعادت إليك شيئاً من أملك و طاقتك و أن تحقق الأثر المرجو منها ..و بما أنك قد وصلت إلى نهاية هذه الأسطر فأتمنى أن تكون قد لامست شيئاً من قلبك و انتشلتك من تابوت اليأس المعتم و من بعد ذلك فأنا لا أتمنى لك شيئاً أقلّ من السعادة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق