هل أسميها تملك مشروع أم أنانية جشعة ؟
في كل علاقاتنا الإنسانية و منذ نعومة أظافرنا و إلى أن اخشوشنت ، كنّا متمسكين بعادة ليست بغريبة علينا .. أحببنا التملك في كل حين و تعلقنا بالأشياء و الأشخاص من حولنا بشدة متمسكين بأحقيتنا بالإنفراد بملكيتهم .
عندما كنا صغار الأحجام و لم يتعدَّ عالمنا اتساع صندوق ألعاب ، أردنا احتكار والدينا لأنفسنا و لو كان ذلك باستبعاد أخوة لنا قاسمونا الخبز عشيةً ، سعينا دائماً لإدامة صورتنا كذلك "الطفل المحبوب" بأعينهم كما لو أنهم لا يملكون في هذه الدنيا سوانا ، ربما دفعتنا تلك الرغبة المُلِحّة بداخلنا إلى التوغل في وحل الغيرة و ارتكاب الأذية المستمرة مع أشقائنا .
و عندما كبرنا قليلاً و اكتسبنا سنيناً إضافيةً في سجل عمرنا ، رغبنا في الحصول على صديق يميزنا عن جميع الشخوص في حياته ، خليل يقضي معنا كل لحظات عمره بلا مشاركة أي دقيقة مع دخيل آخر ، و نعتبر أي دخيل حتى لو بمصافحة سلام هو عدو لا بد من إبادته .
الكل فينا يحب الفوز الكثير و لا يبتغي سواه و ينفر من الخسارة مهما كان حجمها .. نريد الفوز دائماً و لو كان ذلك على حساب خسارة أحدهم .
كثير منا أراد الحصول على المال و انفاقه بمفرده على رغباته و حاجاته و هواه ، و كره كل اشكال مشاركة المال حتى و إن اضطر إليها .
و مظاهر عدة تكشف لنا عن تلك الحالة النفسية التي نمر بها جميعاً ، بل دعنا نسميها بكل صراحة ذلك الطبع المتأصل في شخصيتنا الإنسانية البسيطة و يأتي أحدهم بكلّ غرور متغاضياً عن مساوئ شخصيته لينعتنا بالأنانيين أو الجشعين !
بربك يا أخي ما هذه السذاجة في القول ؟
و أنت عزيزي القارئ فكر قليلاً ..
ما هي التسمية الصحيحة كما ترى أنت لهذه الحالة و ما هي مظاهر حب التملك في شخصيتك ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق