السبت، 22 مايو 2021

"عندما وجدت أناساً لا يخافون"



 ما هو الخوف ؟

هو قلق مما يحمله الغد ، هو أرق من فقد مرتقب ، هو طبيعة تظل ملتصقة بالإنسان كظل لا يفارقه إلى الممات .

لطالما تساءلت كيف لي أن أتخلص من سطوة الخوف عليّ ، و إن كان الخوف من مقومات البشر و مكونات النفس الإنسانية الملازمة له ، في حين أن الإنسان قد استطاع أن يتجرد قبل ذلك من كل ما يجعل منه إنساناً و ينهش و يريق دماء الأبرياء و يرهب بلا شفقة ..

أقف أنا باحثة عن السبيل الذي يجعل من القضاء على الخوف أمراً ممكن حدوثه في واقعي ، و أعجز عن التوصل إليه .

حتى رأيت يوماً أهل غزة .. فأحاطتني هالة الذهول .

........

و ذات مرّة حاصرني كابوس ..

كان الأطفال يموتون 

كانت الأمهات تبكين 

سُوِّيَت البيوت بأرضها 

كان كل شيء مدمراً

و كنت أنادي ..

و أنادي و أنادي

و لكن لا إجابة ، لا إلتفاتة

هم لا يسمعونني !

هم لا يدركون وجودي و كأنني لا شيء !

و لا حتى رماد أطفأه التجاهل

حينها أدركت فقط ..

أنني كنت في غزة .. أطلب الغفران 

أطلب الغفران من أهلها 

من أناس يعيشون بين الأرض و الجنة 

من بشر لا يعرف الخوف إلى قلوبهم سبيلاً

من أشخاص استمسكواْ بالعروة الوثقى 

فكان الله وليّهم 

من وجوه ما ضحكت إلّا عندما أُلبِستْ الكفن

من أمٍّ أهدت زهورها إلى الأقصى 

من صمود ليس له مثيل 

أعذريني يا غزة .

فحبلي أقصر من أن أصل إليكِ .

أعذريني يا غزة فحبّي لكِ لا يكفيكِ .

أعذريني على خوفي .. على ضعفي .. على نقصي .

على كل الطرق المغلقة إليكِ .

و على قلبٍ يهوى الوصال و لا يلاقيه .

"من وحي الواقع والخيال معًا"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق