الثلاثاء، 18 أغسطس 2020

ابتسامة جوفاء صغيرة

UNICEF/Syria/2018/Watad

لماذا لا يستثنى الأطفال من مآسي هذا العالم ، لماذا تحمل ظهورهم اللينة أحمالاً كالجبال ، لماذا تجبر قلوبهم على تجرع ويلات الألم ، و لماذا يكبرون على حين غفلة بلا اختيار منهم ، يكبرون بسرعة اختراق الرصاصة لجسد انتهى عمره في هذه الحياة مبكراً .
يجوعون ، يتألمون ، يمرضون ، يفارقون أحباءهم ، يفارق النوم أعينهم الضئيلة ، إنهم يموتون يا سادة هذا العالم !
اخبروهم ان استطعتم ان الشجر لا يثمر أموالاً و ان العائلة لا تباع في الاسواق كالحلوى ، و أن المتعة ليست مجانية ، و أن الألم ليس حصراً على الكبار ، و أن الكبار هم أكثر من يخطئون ، و أنهم من سيدفعون الثمن في كل مرة .
لطفاً ..
أخفواْ دموعكم عن نظرهم عندما ترونهم ، حتى لا تيقظواْ أحزاناً اختلطت بدمائهم ، ابتسمواْ ابتسامة كاذبة في وجوههم و أخبروهم أن كل شيء بخير .
أخبرو اليتيم أن أمه تنتظره في حدائق غناء في السماء . 
أخبرو الفقير أنه سيغنى عندما يبلغ العشرين من عمره .
أخبرو اللاجئ منهم أن اللعبة أوشكت على الانتهاء و أن الوطن سيبتسم منتصراً من جديد . 
و أنت أيها التاجر الصغير .. ستصادفك ضربة حظ في يومٍ ما .
يا صغاري ، سترون أنفسكم بأثواب التخرج تتشاركون رقصة النجاح و ستكتبون صفحات جديدة في موسوعة الحياة و الناس و الكائنات.
أو اصمتوا ..
اصمتو حتى يبرد كل شيء ،
حتى تخمد العاصفة ،
و تنطفئ الأضواء ،
حتى يغطواْ في نوم عميق لا يشبعون منه و لا يشبع منهم ،
حينها أوقفواْ ضجيج أقلامكم ، و قفواْ حداداً على أرواحكم النجسة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق