الأربعاء، 26 أغسطس 2020

الفايروس الأخلاقي يجتاح العالم

هل سنتغلب على الفايروس الصغير "كورونا" قريباً ؟


الكائن الضئيل الذي تصدّر العناوين الأولى لنشرات هذا العام المليء بالمفاجآت ، و الذي أخلى أكثر شوارع العالم ازدحاماً ، فايروس كورونا المستجد الذي قلب كل الموازين و أعاد تهيئة الحياة بما يتوافق مع وجوده ، سكنت له الملايين من البشر بعد أن كانت الحركة لا تفارق حياتهم ، ننظر حولنا ، و إذ بالشوارع خاوية .. أسواق بلا مشترين و حدائق بلا زوار و ملاعب بلا جماهير ، و مدن قد فقدت بريقها و وجوه هجرتها البهجة و كأن الدنيا أظلمت .
هذه لمحة مختصرة لما يتبادر إلى ذهن كل شخص عند سماعه للفظ "كورونا" الذي أصبح في مستهل كل حديث عابر .
أما ما لمسه  آخرون أكثر عمقاً في بناء الأفكار ، هي تلك القيم الأخلاقية التي تم إحياؤها من جديد و التي تعد من حاجات الأمم الضرورية لإقامة الحضارة .. هي قيم نعرفها جيداً ، نشأنا نرددها على مقاعد الدراسة ، ثم أفناها التجاهل عندما بقيت حبيسة الحقيبة ، و في ظل هذه الظروف الإستثنائية نعود إليها لتعاود الظهور فينا ، فنلمس جانباً مشرقاً في هذه الأزمة لم نلحظه إلا عندما ابتعدنا عن بعضنا فازدادت أرواحنا قرباً .. عندما أصبحنا ندرك قيمة الأحداث التي كنّا نعيشها باستياء بالغ ، و تلك الحياة المملة التي لم تكن تلاقي قبولاً منّا قطّ ها نحن ذا نتمنى عودة شيء من روحها ، كما أننا كلما خلَونا قدسنا الأوقات التي قضيناها مع أنفسنا ، ثمنّا تلك الجوهرة التي امتلكناها بلا عمل و لا استحقاق .. "الصحة" التي باتت تهمنا أكثر من أي وقت مضىٰ ، و أكسبَنا الصبر قوة كانت رهينة أخْيلتنا .
تعلّمنا مباشرة التداوي من أسقام كانت تخدش أرواحنا في ديمومة حارقة .
و كما هو الحال مع الكثيرين ، زاد تقربنا من رب الأكوان فما خاب فينا رجاء و امتلأت قلوبنا بِثقة هي أسمى ما في الوجود .
أحببنا العمل و الدراسة ، أحببنا بعضنا ، و ها نحن ذا نتشارك المشاعر و القوى من أجل غدٍ أفضل ، من أجل عنوان واحد يعيد الحياة فينا : "أخيراً ، تجاوز العالم أزمة كورونا و الحمدلله !"
و يعلو التصفيق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق