الثلاثاء، 10 مايو 2022

الوهم هو الحياة !

غارقة في الوهم لأعمق نقطة .. لأبعد حد !
كلما حاولت استعادة شيء من اتصالي بواقعي أعود للغرق فيه من جديد بكل جوارحي، وتسألني عنه .. هو الداء والدواء معاً .. هو القمة والقاع سوية .. هو كمخدر ما إن يسري في الجسد حتى تنتشي معه دواخلي ثم ترتخي لتوقعني في شباك إدمانه بلا خلاص !
بدأ الأمر بتسلله خفية إلى داخلي، حتى هيمن على كياني وتشرّبه قلبي .
لا أريد إبعاده ولا يريد الفكاك مني .. ولكن !
أليس هذا الواقع الذي أتهرب منه هو الحقيقة التي تستوجب المواجهة، أليس البقاء هارباً هو جُبن لا ترجى عواقبه ؟ أليس هذا الواقع هو تجسيد للرتابة والسواد والنوائب والواجبات والإنهاك ؟ ألسنا نحاول التماس بذرة من أمل من ذلك السراب الزاهي بداخلنا حتى نحيي ما تبقى من أرواحنا ؟ ألسنا نجد ما بحثنا عنه سنيناً في الواقع على طبق من ذهب في الخيال ؟
وما إن نعود لواقعنا .. نعود للبحث والتخبط من جديد !
في أيهما نعيش ؟ وهل الموازنة خيار ممكن الوصول إليه ؟
أريد لحقيقتي أن تتشبع بأوهامي .. وأريد لأوهامي أن ترتدي ثوب الحقيقة .. وأريد أن أكون أنا .. و"أنا" تريدني أن أكون هي !
أصارع رغباتي وتصارعني، أحاول خفض سقفها وإخضاعها لقواعد الواقعية، وتحاول هي انتشالي من محبسي وتحريري من لجامي، وكيف السبيل إليها وكيف السبيل إلي ؟
أريد الحفاظ عليك يا عالمي .. بعيداً عن الواقع وحراً من القيود .. أريد الحفاظ على حضن أرتمي إليه لما تقسو عليّ وقائع الحياة، كحبّ تحرمه التقاليد فأبقيه سراً نزيلاً في قلبي، كمرآة أرى فيها نفسي مجدداً بعد أن اعتادت عيني رؤية الكلّ عِداي، كخلوة في مصلّاي أطرح فيها همومي وأتطهر منها .
أما أنت يا واقعي .. سألتفت إليكَ يوماً ما .. عندما تلتفت إليّ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق