الخميس، 5 مايو 2022

تساؤلات قلبية

 عجيب .. إننا لا نصدُق مع من نحب إلا عندما نحسّ بقرب فقداننا لهم !

عندما نقترب من الرحيل تصبح كل المشاعر صادقة وتطلّ علينا تلك الحقيقة التي لطالما أسدلنا عليها حجاباً غليظاً يحجبها عن كل الكائنات .. لكن لماذا نفعل كل ذلك بأنفسنا ؟

لماذا أصدق المشاعر تلك التي تبين عند الوداع ؟

لماذا أصدق الكلمات تلك التي تقال بجوار الجنائز ؟

لماذا تختبئ الدموع دهراً وتظهر في تلك المواطن فقط ؟

هل الامر حقاً بهذه الصعوبة ؟ أم أن الأمر مرهون كلياً بنزعاتنا المشوهة من حصاد تلك الروادع الإجتماعية التي زُرعت بداخلنا عنوة منذ نعومة أظافرنا وصِبا قلوبنا ؟

هل نخشى على قلوبنا من الإنتهاك حقاً ؟ أم نخشى من تعرية مشاعرنا أمام الآخرين حتى لا نُصفَع بريح العار بعد ذلك ؟

هل الأمر أبسط مما نظن ؟ أم أن أذهاننا ترسم ألف مشهد ومشهد مجازي لتكسو الأمر ثوباً من العسر الذي لا يطاق .

المشاعر يا فتى لا تستحق الرجم .. لا تستحق الطمر .. لا تستحق الطمس بالتغافل .. لأن فيها حقيقتنا وكيان أرواحنا، والتنطع في التأجيل يسلبها الحياة شيئاً فشيئاً حتى تموت ليحيا مكانها شبح لا يشبهك، شبح ينتحل جسدك ويستولي على قسمات وجهك .. شبح بلا مشاعر وبلا أدنى مظاهر للحياة، شبح ميت بجسد حي .. وما أحياه إلا إماتتك لذاتك .. لحقيقتك .

لماذا لا تطلق العنان لقلبك ؟ لماذا لا تمنحه الحرية ليشعر ويحب ؟ لماذا تظل تكبحه وتبالغ في إخفاء حقيقة ما يشعر ؟ لماذا تُسكت النبض الشغوف إذا انطلق عازفاً ؟

 إن لم تصدق مع الآخر فاصدق مع نفسك على الأقل .. اعترف بمشاعرك أمام نفسك ولا تشِح بنظرك بعيداً متهاوناً .. وتذكر أنه لا خير فيمن لم يخالل نفسه، لا خير فيمن صدّ عن قلبه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق