السبت، 25 سبتمبر 2021

رسالة أخرى من البحر ..

 


جمعني بالبحر و اهداني قلم ، لأبدأ ابحاري في محيط اللغة الذي لا ينضب ، لترتوي روحي بنشوتها و تستلهم من حيويتها ، لتنتحل شخصية لم تألفها من قبل ، و تعيش أحداثاً لم تصادفها قبلاً ، لترسم من خيوط متشابكة في عمق ذهنها ، سبلاً فجاجاً ، تستنير بها .



تلك الروح .. تعشق البحر بتفاصيله ، و تستكين له لما يراودها ، و تبسم له حينما يناديها ، ثم تمسك بالقلم تراقصه بخفة ، حتى ترتاح ، ففي رقصة القلم لا تعبٌ و لا إنهاك ، هناك تكمن راحة فقط ، مستراح لنفس خدّشتها مخالب الحياة و أهلكتها عواصفها .



في هدوء البحر ليلاً .. أستحضر مخاوفي لأتحداها ، يعلمني شديدُ موجِه كيف أواجه ينابيع قلقي و براثن تعاستي ، كيف أتعايش مع تلك البقعة السوداء التي بداخلي إن لم أملك الإستطاعة لإشعالها نوراً .

سأعيش بيقيني أنني أستطيع أن أضيء طريقي متأقلمةً مع عتمة قلبي الصغيرة ، و سأزور البحر حيناً و عدة أحيان ، فإرتباطي به لن يُقطع ، كصدفة لم تفارق موطنها البارد حتى الممات ، تحب هديره الطروب ، عنفه و هدوءه ، و ملوحته و رطوبته و كل ما يخصه .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق