مأساة الجوع في عالمنا
أجسام نحيلة .. عظام تكاد تخترق جلداً يغطيها .. قلوب تعطّل الإحساس فيها مما جابهت ، و عقول أنهكها كل ما حولها ..بل أرواح ميتة محدودة الحركة رأيتها يوماً على شاشةٍ فتمزق كل ما بداخلي ألماً .. و ما أحال قلبي إلى فتات ، هو عجزي عن إحداث فرق بارز من أجلهم .
تعلقت صورهم بجدران عقلي و لم تفارقه حتى سكبت ماء عيني الحارق .. وسط زحام من النعم يعاني قلبي مما رأى ، فهل من دواء ؟
على تلك الشاشة رأيت أناساً مشتتين وسط صراع دامٍ .. لم يشأ أيّ منهم الإنخراط فيه و لكنهم أُجبِرواْ على تجرع ويلاته لاحقاً .
رأيت خسارة تلو خسارة ، و لم أرَ فوزاً يوماً سوى هزيمة أكبر تتوشح بوهم النصر .. و ما هو النصر؟
أن لا تموت في أرض المعركة ؟ أو أن تسلب حياة عدوك ؟ أو لا شيء من هذا و ذاك .. لا شيء سوى جوع و فقدان و فقر و خوف .
خوفٌ يغزو أرواحاً لم ترتكب ذنباً فارتُكِبت بحقها كل الذنوب .
عذراً يا يمن فخبزنا لا يكفي لملء أفواه جياعكم ، عذراً يا صومال فماؤنا ما عاد يروينا .. عذراً سوريا ، فلسطين ، السودان .. و هل تنتهي الأعذار ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق