الجمعة، 12 فبراير 2021

ايلان .



رأيت منظراً مشابهاً من قبل .. مشابه لدرجة عميقة من الإختلاف ، و مختلف لدرجة يسخر بها من عقلي !

بين طفل ينام هانئاً لا حمل على ظهره و لا هم يستوطن صدره ، و طفل آخر نائم في مكان بعيد عن دنيانا ، ليس في فراشه الصغير و لا بداخل حضن أمه الدافئ ، و ما الفرق إذن ؟

جسد يحمل روحاً باسمة و جسد آخر ساكنٌ لا روح فيه .. بلا نفس .. بلا أحلام .. بلا أي شيء ، تتلاطمه الأمواج ككومة خردة لا مالك لها ، أين اختفت روحه و أنفاسه .. عارٌ على أرواحنا السؤال و الإجابة ، يا وردة من أراضي الجنة .. وردة فقدت جذورها فماتت غرقاً في دنس دنيانا .

 اذهب .. و أخبر الله بكل ما رأيت .. بمشاهد لا تتسع لها عينيك الضئيلة ، بأم لم تشبع منها ، بأبٍ لم تشاهد ابتسامته ، بوطن لم تعش على أرضه و لم تنعم بخيراته .. لم تحفظ نشيده و لم تتغنى بانتمائك له ، أخبر الله بكائنات لا ترحم و محيط شديد البرودة ، و إن كنت هنا ، و إن كانت لي فرصة ، لكنت وهبتك ما سلبوك إياه ، حياة ، أم ، أب ، وطن ، أمان لم تعشه على وجه هذه الأرض فقط إن ...

و لكن ما السبيل ؟ و كيف الحيلة ؟ فسفننا لا تشتهي و لا تتحرك لها الرياح طوعاً .. انها فقط تغرق !!

رسالة اعتذار ؟ و كيف يكون التعذر من روح فارقتنا مبكراً قبل أن يصبح الصبح ؟

تجبرنا الحياة على طرح أسئلة كثيرة لا تنتظر لها أجوبة ، أسئلة بلا قيمة و لا معنى و لا فائدة و لا أثر ، حيرة لا تنتهي بل تتجدد مع الأيام ، ترتدي كل يوم حلة جديدة نصطدم بها فنفقد القدرة على النطق و استنزاف حروف اللغة كما تعودنا .

بعداً لجغرافيا ظالمة حددت أجوبة سوداء مجحفة لأسئلة لا يجوز الإجابة عنها ، بل لا يجوز أن تطرح من الأصل ، بعداً لأتباع يحفظون الكلمة بلا إدراك .

و إلى جنات الخلد إيلان و رفقائك من الملائكة الصغار ، الذين حلواْ ضيوفاً على عالمنا فلم نحسن الضيافة .

لا يتبع ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق