الأحد، 1 نوفمبر 2020

يوسف عليه السلام

 هو يوسف عليه السلام ، و من لا يعرفه ؟هو قصة تربعت على رأس كل الحكايات العابرة ، هو سيرة خفقت لها قلوب كل من عرفها ، هي كالمواساة الصادقة لكل من قرأها ، من قصته تعلمنا كيف يصنع الصبر أقداراً أجمل ، و كيف تكون عناية المولى عز و جل هي الأكمل عظمة ، في قصة نبينا يوسف نرى الطفل الذي ينبأ بالرسالة الأشرف منذ الصبا ، طفل رغم حداثته آلت به الأقدار إلى اختبار عسير ، هو فراق والده .. الجدار الحامي ، ليحيطه ربه في رحلته بسدّ منيع يحجب عنه كل أذى ، و هو الذي لم تتضح في عينيه معالم الأخوة بعد ، هي بالنسبة إليه ليست سوى مكيدة و بئر مستضيف و ليال من الوحدة مظلمات ، كل تلك كانت طفولة حملت من الزخم ما يتوجها برمز النبوة الخالدة ، و في أرض مصر تقدم نبينا الصغير في سلم العمر درجات ، فامتلأ قلبها شغفاً به حتى مال و انحنى ، و اشتدت من حوله شياطينها ، فكانت حماية ربي أن حفظه من الوقوع في قاع اللاعودة البعيد ، و اعتصم بحبل الله حتى أصبح السجن داره فتسللت إلى عمق إدراكه بضع رؤىً فكانت بإذن الله هي الطريق الممهد إلى الخلاص من ظلمة كالقبر إلى حيث تشرق الشمس في كل صباح ، إلى ساحات القصر ، إلى أراضي مصر و إلى كرسي العزيز ختاماً ، هناك حيث كان الملتقى بمن غابواْ سنيناً هي كالدهور في طولها ، حينها ما عاد يوسف هو الصِّديق المؤتمن على خزائن الأرض و كنوزها فقط ، ما عاد ذلك العزيز الذي أحبه شعبه و حسب ، بل رجع ذلك الإبن الصغير و الأخ المتسامح .. الفتى اللبيب مع عائلته ، فأضحى لوالده نور عينيه الذي فقده من بعده و معجزة لأقوام تأتي لاحقاً ، و رسالة جبر لقلب نبي يأتي من بعده حاملاً على أكتافه هم أمة مستعصية في أمرها ، ليؤدي الأمانة الأصعب ، عليهم صلوات ربنا أجمعين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق